شل تعتزم التحول إلى الإنتاج التجاري لوقود حيوي مبتكر للطائرات بحلول 2025

دخل عملاق صناعة النفط رويال داتش شل في بداية مسار طويل ومهم من أجل تحقيق هدف تقليص البصمة الكربونية في قطاع الطيران والذي ينسجم مع الخطط العالمية لخفض الانبعاثات الضارة الملوثة للبيئة. وأعلنت شركة شل الاثنين أنها تعتزم بدء إنتاج وقود طائرات منخفض الكربون على نطاق واسع بحلول العام 2025 وذلك في محاولة لتشجيع شركات الطيران في العالم على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويعتبر مجال الطيران الذي يسهم بنحو ثلاثة في المئة من انبعاثات الكربون في العالم أحد أصعب القطاعات التي يجب معالجتها بسبب نقص التقنيات البديلة للمحركات التي تعمل بالوقود النفاث. وقالت شل، وهي من بين أكبر شركات تجارة النفط في العالم إنها “تهدف إلى إنتاج مليوني طن مما يعرف باسم وقود الطيران المستدام بحلول عام 2025 بزيادة عشرة أضعاف عن إجمالي الإنتاج العالمي اليوم”. وتشكّل عملية تطوير وقود حيوي مستدام عنصرا أساسيا ضمن استراتيجية قطاع الطيران المتمثلة بالحدّ من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى نحو 80 في المئة. وأضافت الشركة في بيان أن “وقود الطيران المستدام الذي يتم إنتاجه من نفايات زيوت الطهي والنباتات والدهون الحيوانية يمكن أن يخفض ما يصل إلى 80 في المئة من انبعاثات حركة الطيران”. كما أكدت أنها تريد أن يمثل وقود الطائرات الأخضر عشرة في المئة من مبيعاتها العالمية لوقود الطائرات بحلول عام 2030.

ويمكن مزج الوقود الحيوي مباشرة بوقود الطائرات العادي ولا يتطلب إجراء أي تعديلات على الطائرة أو المحركات أو أنظمة التزويد بالوقود في المطارات. وتتعرض سمعة الطيران لانتقادات كثيرة في حقبة يختار فيها الناشطون البيئيون ممارسة الضغوط من أجل تبديد الهواجس المتعلقة بالاحتباس الحراري من خلال تقديم استجابات جديدة ومبتكرة من الشركات المصنعة.

وقال بنك جيفريز للاستثمار إن “وقود الطيران المستدام لا يمثل سوى أقل من واحد في المئة من الطلب العالمي على وقود الطائرات اليوم والذي بلغ نحو 330 مليون طن في عام 2019”. ويواجه نمو السوق العديد من العقبات، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تكلفة وقود الطيران المستدام والتي تزيد حاليا ثماني مرات عن تكلفة وقود الطائرات العادي ومحدودية توافر المواد الأولية. ويحدو شل آمال كبيرة في أن تحذو حذوها الشركات المنافسة الأخرى. ونسبت وكالة رويترز إلى آنا ماسكولو رئيسة شل للطيران قولها “نتوقع أيضا أن تضيفه شركات أخرى لمصانع الإنتاج الخاصة بها”. وذكرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها تريد خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الطائرات بنسبة 20 في المئة بنهاية العقد من خلال تعزيز استخدام وقود الطيران المستدام بشكل كبير.

وشغلت شركات طيران عدة خلال السنوات الخيرة رحلات تجارية مستخدمة هذا المصدر وخاصة في المنطقة العربية، ففي يناير 2019 حققت أبحاث النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر في أبوظبي نقلة نوعية كبيرة، بإطلاق أول رحلة للطيران بالوقود المهدرج بين العاصمة الإماراتية وأمستردام. ورغم هذه الجهود، يتهم المدافعون عن البيئة قطاع الطيران بالتحرك ببطء شديد رغم بروز أدلة متزايدة على تأثير التغير المناخي المدمر، وهو ما يعني أن القطاع مطالب بالإسراع في خطط التحول إلى استخدام كل ما يمكن أن يبدد هواجس تلويث المناخ. وتبقى أسعار الوقود الحيوي أعلى من الوقود العادي وهي تشكل جزءا صغيرا فقط من كمية الوقود التي تستخدمها الطائرات النفاثة على الصعيد العالمي.

ورجحت دراسة لمؤسسة ماركت ريسيرش فيوتشر نشرتها الشهر الماضي بعنوان “توقعات سوق طاقة الكتلة الحيوية” أن تبلغ قيمة السوق العالمية للوقود الحيوي حوالي 108.6 مليار دولار بحلول 2027. وتشير بعض التقديرات إلى أن قيمة السوق العالمية للوقود الحيوي من الجيل الثاني تبلغ في الوقت الحالي نحو 24 مليار دولار. وكان قطاع صناعة الطيران قد تعهد بخفض انبعاثاته الصافية من الكربون إلى النصف بحلول عام 2050 مقارنة بالمستويات التي كان عليها في عام 2005.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةإنجاز من علماء غوغل قد يؤدي إلى شبكات أسرع في المناطق النائية!
المقالة القادمةدبي تنشئ سُلطة للمناطق الاقتصادية المتكاملة