صعود أسعار النفط إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات

صعدت أسعار النفط الاثنين إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات مع استمرار شح الإمدادات العالمية وفي ظل الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم مع انتعاش الاقتصادات من الركود الناجم عن الجائحة.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.7 في المئة لتبلغ 84.38 دولارا للبرميل الواحد بعد ارتفاعها 1.5 في المئة الجمعة الماضي.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 0.7 في المئة لتصل إلى 86.09 دولارا للبرميل بعد مكاسب الجمعة الماضي التي بلغت 1.1 في المئة.

وبعد أكثر من عام من انخفاض الطلب على الوقود، عاد استهلاك البنزين ونواتج التقطير ليتماشى مع متوسط 5 سنوات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم.

وفي غضون ذلك قلصت شركات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي للمرة الأولى في 7 أسابيع، حتى مع ارتفاع أسعار النفط، بحسب ما قالته شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي.

وقفزت أسعار النفط إلى أكثر من الضعف على مدار الأشهر الإثني عشر الماضية ما أثار مخاوف من التضخم، إذ انتعش الاقتصاد العالمي من الاضطراب الناجم عن الأزمة الصحية.

وبينما ارتفع الاستهلاك كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها (أوبك+) مقيدين بتخفيف التخفيضات الصارمة للإمدادات التي فُرضت في 2020 لإنقاذ الأسعار.

وذكر تقرير لشركة كامكو إنفست أن أسعار الخام شهدت خلال أكتوبر الجاري زخما تصاعديا مدعومة بتزايد الطلب عليه في ظل سير الاقتصاد نحو التعافي من الجائحة.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار الغاز في عدة مناطق من العالم بشكل قياسي ونقص إمدادات الفحم دفعت شركات توليد الكهرباء إلى التحول إلى بدائل وقود قائمة على النفط الخام لتوليد الكهرباء مما ساهم في تعزيز الطلب عليه كالديزل، وزيت الوقود خاصة في السوق الآسيوية.

في المقابل يزداد الطلب على الوقود في أوروبا حاليا بسبب ارتفاع الطلب على الديزل إضافة إلى زيادة الطلب على الوقود في أماكن أخرى من العالم.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد قالت في وقت سابق إن أزمة الغاز الطبيعي قد تساهم في تعزيز الطلب على النفط بمقدار نصف مليون برميل يوميا خلال الأشهر الستة المقبلة.

وأشارت إلى أن اقتراب فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية الشهر المقبل ساهم في تأجيج الوضع، إلى جانب إمكانية انخفاض درجات الحرارة عن المستويات المعتادة ما أدى إلى زيادة تخزين الغاز وزيت التدفئة.

ومع ذلك رجح خبراء الوكالة أن يبقى العرض تحت السيطرة إذ أبلغت منظمة أوبك عن زيادة هامشية فقط في الإنتاج بينما تحلى المنتجون الأميركيون أيضاً بضبط النفس بتسجيل نمو متواضع فقط في الإنتاج.

ولم يبلغ الطلب على النفط ذروته بالكامل نظرا إلى أن بعض قطاعات الاستهلاك كالوقود الصناعي ووقود الطائرات لم تصل بعد إلى مستوياتها في ما قبل الجائحة.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةزيادة الرحلات وخفض الكربون معادلة تؤرق صناعة الطيران
المقالة القادمةكيف تهدّد أسعار الغاز صناعة التكرير العالمية؟