عام مميز للطروحات الأولية في 2020 حول العالم… حصيلة استثنائية!

على بعد أيام قليلة من نهاية العام، وفي خضم أزمة كورونا الطاحنة التي اعتصرت الاقتصاد العالمي، كانت أسواق المال حول العالم على موعد مع عام استثنائي على صعيد الطروحات العامة الأولية بعد التعافي من الهبوط الكارثي في مارس الماضي، واتجاه المزيد من الشركات نحو أسواق المال لجمع التمويل اللازم لتوسعاتها رغم تبعات الجائحة.

ويشير تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إلى أن حجم الطروحات العامة الأولية حول العالم وفقا لبيانات “ريفنتيف” بلغت نحو 300 مليار دولار خلال العام الجاري من بينهم حصيلة قياسية لعمليات الطرح في أسواق الأسهم الأميركية بلغت نحو 159 مليار دولار، وهو أعلى مستوى سنوي مسجل على الإطلاق بما في ذلك العام 2007 قبيل الأزمة المالية العالمية.

وتضمنت قفزة الطروحات العامة الأولية هذا العام في أسواق المال الأميركية طروحات جديدة لشركات قطاع التكنولوجيا الأميركية على غرار Airbnb و DoorDash والتي شهدت إقبالا قياسيا منقطع النظير من قبل المستثمرين مع تغطية قياسية لتلك الطروحات إبان دخول تلك الشركات إلى سوق المال في أواخر العام الجاري.

وقادت شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص عمليات الطروحات العامة الأولية بقوة خلال العام الجاري مع حصيلة قياسية بلغت نحو 76 مليار دولار في أسواق المال الأميركية ما يمثل نحو نصف الطروحات العام الأولية في بورصات أميركا خلال العام الجاري.

وتعرف شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص على أنها شركات يتم إنشاؤها على وجه التحديد للاستثمار في أسواق المال إذ تعتبر تلك الشركات كيانا مدرجا في سوق المال من أجل الاستحواذ على شركات أخرى وإتاحة أسهمها للمستثمرين، ولا يوجد لدى تلك الشركات عمليات تجارية وتجمع رأسمالها بالكامل من خلال الطروحات، بحسب موقع Investopedia.

ويطلق على تلك الشركات أيضا Blank Cheque Companies أو شركات “الشيك على بياض” ويعود هذا الأمر بالأساس إلى عدم إطلاع المستثمرين على الخطط المستقبلية للشركة وبالتالي عدم معرفة كيفية استثمار أموالهم وهو ما يعادل منح تلك الشركات شيكا على بياض من قبل المستثمر في إشارة إلى المخاطر التي تتضمنها عمليات الاستثمار في تلك الشركات.

وازدهر هذا النوع من الشركات بقوة في ثمانينيات القرن الماضي، ولكنه عاد للظهور في الآونة الأخيرة مع سيولة قياسية بالأسواق بفعل حزم التحفيز التي اتخذتها البنوك المركزية الكبرى حول العالم وفي مقدمتها الفيدرالي ما حدا بالمستثمرين البحث عن شركات ذات فرص نمو تمثل خيارا أفضل للمستثمرين الباحثين عن تحقيق عوائد جيدة.

وباستثناء شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص، قفزت أنشطة الصفقات في الولايات المتحدة وآسيا بنحو 70% على أساس سنوي، فيما شهدت الطروحات العامة في أسواق المال الأوروبية تراجعا بنحو 10% على أساس سنوي مقارنة مع 2019 عند مستويات 20.3 مليار دولار.

وبلغت حصيلة الطروحات في آسيا نحو 73.4 مليار دولار مع الوضع في الاعتبار الضرر الذي لحق بتلك الطروحات بعد تعليق طرح Ant Group الصينية والذي كان ينتظر أن يكون أكبر طرح عام بالتاريخ بحصيلة متوقعة تبلغ نحو 37 مليار دولار.

مصدرالعربية
المادة السابقةرواتب الدبلوماسيين: هل يستمر «المركزي» بالدفع؟
المقالة القادمةالصناديق الخضراء على القمة في 2020… عوائد قياسية