غابت الكهرباء وحضرت الطاقة البديلة… مولّدات وألواح شمسية و”يو بي أس”… وتصليح القديم

غابت الكهرباء وحضرت الطاقة البديلة بأنواعها العديدة، انعشت مهناً كانت ثانوية في حياة الناس وباتت ضرورية وبأسعار مضاعفة عن السابق نظراً للاقبال الكثيف عليها، ومنها الاقبال على شراء المولدات الخاصة بأحجامها المتنوعة، صغيرة وكبيرة، تعمل على المازوت والبنزين، اعتماد الطاقة الشمسية البديلة وهي مكلفة جداً، شراء محول “يو.بي.أس”، “الباور بانك” لشحن الهواتف، و”راوتر” الانترنت وشحن ماكينة الحلاقة وسواها، وباتت كلها ظاهرة تغزو حياة الصيداويين للتعويض عن النقص الحاصل في التيار الكهربائي، حيث لا تزيد تغذية الشركة عن الاربع ساعات، فيما المولدات الخاصة اطفأت محركاتها تماماً نهاراً بسبب نفاد مادة المازوت واعتماد برنامج تقنين قاس ليلاً.

ولم يقتصر الامر بالبحث عن الطاقة البديلة، بل باتت العائلات الفقيرة والمتعفّفة تعتمد نظاماً جديداً يشير الى عمق الازمة والغلاء الفاحش في تحمّل تكاليفها، منها تخفيض قوة اشتراك المولدات الخاصة الى الحد الادنى والغالبية خفّضت الى 2 “أمبير” ونصف، والبعض الآخر الى “أمبير” واحد فقط، بحيث يتمكّن من اضاءة لمبة مع مروحة في الصيف، فيما البعض الثالث شطب عن جدول حياته شراء اي أدوات كهربائية جديدة حتى اللمبة او المروحة الاكثر حاجة في الصيف، والاستعاضة عنها بتصليح القديم مهما كان قديماً ومهترئاً، لأن لا خيار أمامه.

داخل احياء صيدا القديمة، ينهمك المعلم نبيل بلباسي في تصليح ادوات الناس الكهربائية، يقول لـ”نداء الوطن”: “لم يعد احد يستطيع شراء الجديد، الناس باتت تعمد الى اصلاح القديم مهما كانت الكلفة لانها تبقى ارخص من الجديد، وخاصة المراوح والـ”يو بي اس”، هناك اقبال كثيف على شرائها او اصلاحها، حتى ان بعض ابناء صيدا نفضوا الغبار عن تلفزيونات قديمة واعادوا اليها الحياة والصورة مجدّداً”

توازياً، لم تنجح دعوات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الى اعلان الحداد في صيدا واقفال مداخلها لمدة ثلاثة ايام، كتعبير عن الغضب من استفحال الازمات وحرمانها من أبسط حقوقها الخدماتية في الكهرباء والبنزين والمازوت، وبقيت الدعوات مجرّد فشة خلق، في ظل واقع صعب ومعاناة مريرة

ميدانياً، عاشت المدينة عطلة نهاية الاسبوع استثنائياً، بعدما خيم الهدوء التام وبشكل لافت وغير مسبوق، وقد خلت الشوارع من حركة السيارات الا ما نذر بسبب فقدان مادة البنزين، مع اقفال غالبية محطات الوقود أبوابها، ومن تحرك من أبناء المدينة اما لقضاء حاجة ضرورية او الانتظار على المحطات، في وقت بدت الاسواق التجارية خاوية من روادها، وسط ترقب لما ستفعله بلدية صيدا بالتعاون والتنسيق مع فاعليات المدينة وقواها لتنظيم عملية تعبئة البنزين على المحطات عبر قسائم محددة.

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةالسواد حالك والناس “تحترق”… أهلاً بكم في جهنّم!
المقالة القادمةنقابات العمال: ماذا تنتظرون لإعلان العصيان المدني الشامل؟