قطاع التأمين في لبنان بين الاستمرارية ومواجهة التحديات الطارئة

واحه قطاع التأمين منذ سنتين مصاعب جمة اولها الانهيار المالي الذي تسبب في عدم ثبات سعر الصرف وثانيا تداعيات انفجار مرفأ بيروت وتخلف بعض معيدي التأمين عن دفع المستحقات بأنتظار التقرير الفني ثم اعتماد « الفراش دولار» لبوليصة تأمين بعد اصرار المستشفيات والاطباء والمختبرات على استيفاء فواتيرها بالدولار النقدي بحيث عمدت بعض شركات التأمين الى تغيير استراتجياتها وادخال بعض المنتوجات التأمينية الجديدة .

رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة اليانز الشرق الاوسط وشمال افريقيا في لبنان انطوان عيسى يقول: قامت الشركة بتعديل استراتجيتها وبرامجها ومنتجاتها لتواكب الظروف الصعبه التي تعيشها البلاد وأهلها . إن لشركة اليانز اسمها البارز ايضا في دول الشرق الأوسط الى جانب دورها الفعال في الأسواق العربية. ويتحدث عيسى عن مسؤوليته في منطقة الشرق الأوسط وموقع لبنان في قطاع التأمين كنموذج وسط هذه الدول وهل تراجع أم تقدم أم أنه يعاني صعوبات معينة فيقول : قبل الأزمة الإقتصادية كان لبنان في المرتبة الخامسة بين الدول العربية على صعيد التأمين مما يدل على أهمية موقعه إذ أنه رغم صغر مساحته وعدد سكانه كان دخله القومي في التأمين هو بحدود 3% وهي أعلى نسبة في العالم العربي الى جانب المغرب وهذا يعود لأن السوق اللبناني والمغربي من اقدم الأسواق في التأمين.للحقيقه ان اللبنانيين ساهموا بتقدم سوق التأمين في عدة دول عربيه وقد انطلقوا من لبنان الى الأردن ِ المغرب ِ مصر ِ والسعوديه .

اما بالنسبة لمجموعة اليانز فإن السوق اللبناني هو سوق مهم ونتبع استراتجيه شديدة الخصوصيه في الشرق الأوسط إذ اننا لا نريد التواجد والانتشار كيفما كان أو في اي مكان انما فقط في بلدان لنا فيها دورنا الحيوي ويجب ان يكون السوق المقصود مهما وضخما بشكل كاف بالإضافه الى حصتنا السوقيه الجيده . اننا نتواجد حاليا بشكل أساسي في مصر التي تضم نسبه سكانيه عاليه وقدره تأمينية هائلة وقويه جدا .اما في السعوديه التي نعتبر اقتصادها الأقوى عربيا فلدينا شركة نسبة حصتنا فيها 51% . نحن متواجدون ايضا في لبنان الذي يتميز سوقه بالوعي العالي والنضوج القوي وقد استخدمناه كمختبر انطلقنا منه إلى الدول الشرق اوسطيه. نحن نتواجد حاليا في سوق الإمارات حيث نعمل مع عدة شركات ونطمح لإنشاء شركتنا الخاصه قريبا كما لدينا تواجد في البحرين والأردن. ويعتبر عيسى ان استراتجية الشركة لا زالت هي ذاتها لكن الأولوية الآن هي لاسترجاع نسبة النمو السابقه. أما في لبنان فنحاول مواكبة الأوضاع الإقتصادية والصعوبات الموجوده. ان وضعنا في مصر ممتاز بعد ان واجهنا الكثير من الصعوبات عندما تعرض الجنيه المصري للانهيار قبل 5 سنوات وقد تساءلنا كما نفعل اليوم في لبنان ماذا سنفعل وكيف سنواجه المستجدات تلك ؟!.. لقد تمت معالجة الأمور وعادت الشركة لمسيرة النمو الممتازة . التي بلغت ٢٥في المئة خلال ثلاث سنوات

في لبنان لدينا أفضل فريق عمل وافضل رياده سوقيه. اننا من اكبر شركات التأمين الرائدة في لبنان كما لدينا القدره الماليه اللازمه وفريق عملنا متواجد على الأرض وهو قادر على التنفيذ ومواكبة التغيرات بسرعه . اننا قبل الانهيار بعام كنا ندرس الوضع الإقتصادي وكل الاحتمالات المتوقعه وقد كنا نجهز انفسنا للمواجهة.وعندما وقعت الواقعة بدأنا التنفيذ فورا. اعدنا رسملة الشركة إذ ان نصف محفظتنا هي في التأمين على الحياة وقد غيرنا كل برامجنا بعد انهيار القدره الشرائية لدى الناس مما حتم علينا التجاوب ومواكبة الوضع الجديد وإعطاء حلول أرخص. لقد طرحنا منتجات جديده تؤمن خدمات محدوده وبسعر أرخص مع مرونة بطريقة الدفع.

ان ما فعلناه هو فقط التحول بطريقة الإستثمار وبتحديث برامجنا لتواكب الوضع الحالي وخصوصا وضع الزبون ومادياته. ان التأمين ضروره وحاجة لا بد منها لكن علينا تغيير برامجنا لمواكبة المستجدات وهذا ما فعلناه في اليانز إذ تجاوبنا اولا مع بوالص بالدولار ثم بقسم بالدولار وآخر نقدا .ثم بالفراش دولار ، اننا نتعامل مع الوضع بمرونه وكذلك لدينا بعض برامج التأمين على الحياة باللولار واخرى بالدولار وعدة طرق للإستثمار إذ لدينا فريق عمل قوي وشريك اجنبي قوي ايضا وباستطاعتنا التجاوب بسرعه اكبر مع المتغيرات ومواكبتها. اننا منفتحون على التوسع والدمج لكن اليوم التحديات كبيره والأولوية لدينا هي الإهتمام بزبائننا.

 

مصدرالديار - جوزف فرح
المادة السابقةلبنان قد يخسر ما يقارب الـ50% من صادراته نتيجة الأزمة مع السعودية
المقالة القادمةموظفو الإدارات العامة: اعلان الإضراب المفتوح