كورونا يترك ندوباً دائمة على قطاع الطيران: خسارة 36% من رحلات الأعمال

حتى لو انتشرت لقاحات Covid-19 على نطاق واسع، فمن المحتمل أن يتغير سفر الأعمال بسبب الوباء. فقد خُفِّضَت ميزانيات السفر في الشركات، وستظل بعض الاجتماعات افتراضية. ويعني انخفاض رحلات العمل أن تقوم شركات الطيران بجدولة رحلات جوية أقل إلى الوجهات الأساسية، مثل الرحلات إلى نيويورك وشيكاغو ولندن وطوكيو.

وتختلف تقديرات التغيير الدائم في صناعة الطيران بين الرؤساء التنفيذيين لشركة أميريكان ويونايتد ودلتا، لكن جميعهم قالوا لـ “وول ستريت جورنال” إن رحلات العمل ستعود بالكامل، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بضع سنوات. فيما مراقبون مثل بيل غيتس أكدوا أخيراً أن نصف رحلات الأعمال لن يعود أبداً.
وبغضّ النظر عن التخمينات، تشير البيانات إلى احتمال ضياع ما بين 19% و 36% من جميع الرحلات الجوية المرتبطة بسفر الأعمال.

يقول جاي سورنسن، رئيس شركة IdeaWorks، وهي شركة استشارية لصناعة الطيران: “لقد دمرت التجارة الإلكترونية تجارة التجزئة، وأعتقد أن هذه قصة موازية”. وتبحث معظم البيانات المتعلقة بسفر العمل في مقدار إنفاق صانعي السيارات أو الجامعات أو الصناعات الأخرى على رحلات السفر الجوي، وتبين أنه يجري استبدال بعض الاجتماعات الشخصية بالتكنولوجيا، وذلك بسهولة أكثر من غيرها.

السفر بغرض العمل له تأثير غير متناسب على شركات الطيران: عادةً ما يمثل 10% إلى 15% من العملاء في شركات النقل العالمية وحوالى 40% من الإيرادات. بشكل عام، يقدّر بنك أوف أميركا أن رحلات العمل أسهمت بمبلغ 334 مليار دولار في إيرادات صناعة السفر بأكملها، التي بلغت 1.1 تريليون دولار العام الماضي.

وتصنف البيانات حوالى 25% كعملاء مبيعات وتأمين، و20% أخرى للمؤتمرات والمعارض التجارية. إضافة إلى السفر من أجل العمل القانوني والاستشاري والأبحاث التي تحصل على حوالى ثلثي حصة السفر للأعمال، وفق “وول ستريت جورنال”.

بعد الجمع بين البيانات من مصادر مختلفة واستطلاعات الرأي من جميع أنحاء العالم، تبين أن 20% من رحلات الأعمال المخصصة للاجتماعات والتدريب داخل الشركة يمكن استبدالها بجلسات عبر الإنترنت. بلغ إجمالي السفر جواً إلى أماكن العمل حوالى 5% من إجمالي رحلات العمل في الماضي. بعد الجائحة، يمكن الحد من ذلك من خلال العمل عن بعد. في كلتا الفئتين، سيُستبدَل 40% على الأقل من السفر بالتكنولوجيا، ويمكن أن تصل النسبة إلى 60%.

في الطرف الآخر، ستكون الخسارة من رحلات المبيعات ما بين صفر و 20% فقط. من المحتمل أن تعود الاتفاقيات والعروض التجارية كما كانت لأنه يُنظر إليها على أنها طرق فعالة لمقابلة العملاء وتوظيف الأعمال وتتبع المنافسين. ستكون هناك خسائر أكبر في فئات مثل الدعم الفني، حيث يمكن استبدال الرحلات بزيارات افتراضية.

السيناريو الأسوأ، خسارة أكثر من ثلث رحلات العمل الإجمالية، ما من شأنه أن يعيد تشكيل السفر الجوي بشكل كبير. يقول بن بالدانزا، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Spirit Airlines وعضو مجلس إدارة حالي في JetBlue لـ”وول ستريت جورنال”: “هذا رقم ضخم. إذا انخفضت رحلات الأعمال 36% بالفعل، فهذه مشكلة رئيسية كبيرة لصناعة الطيران، ومع ذلك فإن هذا رقم يمكن توقعه بسهولة بالنسبة إليّ”.

ووجدت دراسة استقصائية عالمية في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول من قبل شركة الاستشارات أوليفر وايمان أن 43% من المسافرين من رجال الأعمال قالوا إنه بعد Covid-19 سيكون السفر من خلال شركتهم أقل من المخطط. وقال بعض الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى بالفعل إن بعض البدائل التي طُوِّرَت في أثناء الوباء ستستمر، مثل خفض الإنفاق على السفر.

في مواجهة فقدان رحلات العمل، ستحاول شركات الطيران الكبرى بلا شك رفع أسعار التذاكر للمسافرين بغرض الترفيه لتعويض انخفاض الإيرادات.

مصدرالعربي الجديد
المادة السابقةما هو مستقبل المتاجر بعد انهيار أشهر الأسماء في السوق؟
المقالة القادمةنشاط المصانع الصينية يشهد أسرع نمو منذ عقد