“كورونا” يضرب شركات أوروبا.. توقعات بإفلاس 29% من المؤسسات في 2021

أظهرت البيانات منشورة الأسبوع الماضي أن اقتصاد ​منطقة اليورو​ سجل ​انكماش​ا مزدوجا في الربع الأخير من العام الماضي، بتراجعه 0.7% عما كان عليه في الربع الثالث، ما أدى إلى انكماش قياسي بعد الحرب نسبته 6.8% خلال 2020 بأكمله.

مع ذلك، لا يوجد أي أثر تقريبا لهذا الوضع المؤلم في أحدث البيانات حول عدد الشركات التي تقدمت بطلب للإفلاس في منطقة اليورو، التي انخفض عددها بشكل حاد بعد أن ضرب الوباء المنطقة في آذار الماضي وظل منخفضا لبقية العام.

أظهرت بيانات تجريبية نشرتها ​يوروستات​ الأسبوع الماضي انخفاضا بمقدار الخمس في طلبات الشركات للإفلاس في منطقة اليورو في الربع الثالث من 2020، مقارنة بالعام السابق. جاء ذلك في أعقاب انخفاض بنسبة 41% على أساس سنوي في طلبات إفلاس الشركات في الربع الثاني.

التزمت أكبر أربعة اقتصادات في الكتلة، ​ألمانيا​ و​فرنسا​ و​إيطاليا​ و​إسبانيا​، بإنفاق 3.1 تريليون دولار إضافية – ثلث ​الناتج المحلي​ الإجمالي المشترك – على شكل ضمانات ​قروض​ ضخمة، وإعانات لملايين الأشخاص، و​إنقاذ​ عشرات الشركات، وفقا لـ “صندوق النقد الدولي”.

أخيرا مددت ​برلين​ حتى نيسان إجراء يعفي الشركات المثقلة بالديون من الاضطرار إلى تقديم طلب إفلاس. لكن حالات إفلاس ​الشركات الألمانية​ ما زالت تكسر سلسلة طويلة من الانخفاضات الشهرية من خلال ازديادها في تشرين الثاني وكانون الأول . تعرضت عدة فنادق للإفلاس في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك سوفيتيل برلين، ونوردبورت بلازا في هامبورغ، وسلسلة من عشرة فنادق “هوليداي إن إكسبريس”، و”​كراون بلازا​”.

تشير تقديرات جمعية ​الفنادق​ والمطاعم الألمانية، إلى أن العائد في هذه القطاعات انخفض 47% العام الماضي، ووجدت دراسة حديثة أن ربع أعضائها يفكرون في الاستسلام. قالت إنغريد هارتغز، المديرة العامة لجمعية الفنادق والمطاعم الألمانية: “لا يزال عديد من الشركات ينتظر مساعدات تشرين الثاني التي وعدت بها في 28 تشرين الأول”. أَضافت: “هذه الشركات في وضع حرج”.

يكمن جزء من المشكلة في أن الشركات تلجأ إلى حدود ​الاتحاد الأوروبي​ بشأن المساعدات الحكومية. دعا وزراء من ​الدنمارك​ و​النمسا​ وجمهورية التشيك، عبر “​فاينانشيال تايمز​” الأسبوع الماضي، الاتحاد الأوروبي إلى رفع سقفه البالغ 800 ألف يورو للمنح المباشرة، وثلاثة ملايين يورو للتعويضات الثابتة غير المغطاة.

قال ماكسيم ليميرل، رئيس أبحاث الإعسار في الشركة : “واحدة من كل أربع شركات في أوروبا ستعاني ماليا هذا العام”. أضاف: “يمكن لهذه الشركات ’الحية الميتة‘ في مجالات الضيافة و​تجارة التجزئة​ والنقل والترفيه والمناسبات أن تنهار بسرعة كبيرة حتى لو تم إنهاء إجراءات الدعم ببطء شديد”.

معظم الحكومات الأوروبية وسعت برامج الدعم هذا العام، لكن بعض قادة الأعمال والمسؤولين قلقون بشأن ما سيحدث عندما تجف المساعدات.

 

مصدرالنشرة
المادة السابقةإضراب متعاقدي «اللبنانيّة» متواصل: استمراريّة الجامعة على المحكّ
المقالة القادمةبحصلي: ثبات سعر الدولار يريح السوق والمستهلك