بدأت الازمات تخرج عن السيطرة مع إعلان العديد من أصحاب الاشتراكات خروج مولّداتهم عن العمل بسبب تعذّر ايجاد المازوت حتى من السوق السوداء، واعلان العديد من أصحاب الآبار الخاصة التي تغذّي الجرّارات بالمياه لبيعها للمنازل التوقف عن الضخّ، لأن المازوت مفقود الا لمن يدفع 300 الف ليرة لبنانية كما افاد صاحب احد الآبار في بلدة حاروف، مؤكداً انه لم يجد المازوت بسعر 200 الف ليرة لبنانية وأن أحد تجار الازمة طلب 300 الف ليرة للتنكة ليزوّده بالمادة و”الا ما في”.
بين العتمة الشاملة التي وقعت، وانقطاع المياه بشقيها الشفة والاستهلاك، يبدو أن مرحلة جديدة من الأزمات يدخلها المواطن الذي يدفع ضريبة غياب السياسات المائية والكهربائية طيلة العقود الماضية ويعوم على ثروة مائية تذهب هدراً نحو البحر، فخرج اهالي بلدة حبوش عن صمتهم، بعدما أطفأت محركات المولدات الثلاثة التي تغذي البلدة بالكهرباء الموازية “الإشتراك”، قطعوا الطريق عند جسر حبوش بالاتجاهين، مندّدين بالحالة المعيشية التي وصلوا اليها، فالعتمة التي ترافق يومياتهم، غير محببة، فهي تعطل أعمالهم، تقضي على ما تبقّى من مقدرات شحيحة لديهم.
ألحقت أزمة الاشتراك في حبوش كما كل القرى خسائر بالجملة، بدأت على اثرها معظم المصالح التي تعتمد على الكهرباء الاقفال او الاستغناء عن السلع التي تحتاج برادات، ما سينعكس حتماً على حاجات المواطن الذي يعيش في لعبة دومينو شطرنج، كل قطعة ازمة.
لم يمرّ تحرك اهالي حبوش على سلام، فقد تخلله اطلاق نار من قبل أحد الاشخاص المعترضين على اقفال الطريق، بحجة “ان الكهرباء مقطوعة عن الكل والعتمة حال الكل، فلماذا تقطع الطريق على الناس. الاجدى قطعها على المحطات ومنازل تجار المازوت والنافذين لتأمين المازوت للاشتراكات وغير ذلك فهو دعسة ناقصة في وحل الازمات، تغرق أكثر مما تفيد”.