هدايا المغتربين الجديدة: حليب وأدوية بدلاً من ثياب وعطور

كشفت عودة المغتربين الى لبنان لقضاء عطلة الصيف في ربوع الوطن والاطمئنان على ذويهم، عن ظاهرة جديدة لم تكن مألوفة من قبل، في ظل استفحال الازمتين المعيشية والصحية، وهي جلب الادوية، مع فقدانها من الصيدليات وبيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية، فتحّولت حقائب السفر صيدلية متنقّلة مليئة بمختلف انواع الادوية الضرورية (القلب، الضغط، السكري، السعلة، الحرارة، السيلان، الصداع، كهرباء الرأس وحتى البنادول وأكياس الحليب)، بدلاً من هدايا الثياب و”البارفان” وسواهما.

وتعاني الصيدليات منذ أشهر من فقدان الادوية، وقد بدأت اضراباً مفتوحاً بدعوة من “تجمّع اصحاب الصيدليات” في لبنان، بعدما لم تلقَ لائحة وزارة الصحة بخصوص الادوية المدعومة وغيرها قبولاً، ويتركز الاعتراض على تسعيرة الدولار على 12 الف ليرة لبنانية، واذا ارادوا الحصول عليه يلجأون الى السوق السوداء وفق سعره واليوم يلامس عشرين الف ليرة لبنانية، ما دفع بالكثير من المرضى الى الطلب من كل قريب عائد الى الوطن احضار ادويته، فيما يضطر مَن لا اقرباء مغتربين لديه الى اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر وصفته الطبية طلباً للمساعدة.

الى جانب ازمة الادوية، اجبرت ازمة انقطاع الكهرباء والتي وصلت الى حدود عشرين ساعة في اليوم، وفقدان المازوت من المصافي والاسواق، اصحاب المولدات الخاصة في صيدا ومنطقتها على اطفائها لساعات طويلة بسبب نفاد المادة واعتماد برنامج تقنين قاس يقوم على تشغليها ليلاً بدون النهار، ما أثر سلباً على عمل اصحاب المهن الحرة والتجار والمحال في سوق صيدا التجاري، فانتشرت ظاهرة شراء المولدات الخاصة الصغيرة على قاعدة “مشّي الحال” في ظل ازمة طويلة الامد، ولم يعد مشهدها امام محل او على رصيف او على سطح مبنى او شرفة منزل غير مألوف وسط اصوات ضجيجها.

ولم تمضِ ساعات قليلة حتى أقفل عشرات الشبان الغاضبين من ابناء صيدا القديمة الطريق الرئيسي في شارع رياض الصلح عند محلة البوابة، بالاطارات المشتعلة وحاويات النفايات وما تبقى من أثاث خشبي، إحتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي والتقنين القاسي بمولدات الاشتراكات الخاصة بعد نفاد مادة المازوت، في وقت لا تلوح في الافق اي بوادر لمعالجة سريعة وجدّية.

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةلا مازوت إلّا وفق سعر الـ300 ألف ليرة
المقالة القادمة“همروجة” النفط العراقي: الأزمة مستمرّة!