لا موسم أعياد في شوارع طرابلس وأسواقها والعتمة تشلّ حركتها

تمرّ مدينة طرابلس بمرحلة صعبة للغاية على المستويين الإقتصادي والإجتماعي، في وقت يزداد فيه الوضع الأمني صعوبة، وتفقد المدينة الإحساس بالإستقرار على مختلف الصعد. فبينما أعدّت بعض المدن اللبنانية مثل البترون وجبيل، العدّة لاستقبال موسم الأعياد على مشارف سنة جديدة، تبدو مدينة طرابلس للسنة الثالثة على التوالي، خارج هذا السباق، متأبطة مشاكلها وهمومها بلا كهرباء ولا استشفاء ولا أبسط مقومات الحياة لدى أبنائها.

في مدينة رئيس الحكومة ووزير الداخلية لا كهرباء، وفواتير المولدات الخاصة فاقت قدرة الناس على تحمّلها. في مدينة رئيس الحكومة ووزير الداخلية، لا إنارة في الشوارع والطرقات، ولا موسم أعياد ولا من يعيّدون، في أصعب المواسم التي تمر على أسواق طرابلس التي تشكل العمود الفقري للإقتصاد في المدينة. بالتوازي، لا مبادرات من سياسييها ولا من البلدية، ولا من أي جهة كانت، لإنعاش الأسواق في هذه الفترة، أسوة بمناطق أخرى.

لطالما كان شارع عزمي بسوقه ومتفرّعاته يعيش الزهو والحياة في مثل هذه الأيام. أحواله هذه المرة ليست كما قبلها. التجار وأصحاب المحلات يفتحون أبوابهم باكراً من كل صباح إلى قرابة الساعة السادسة مساءً. حركة البيع ضئيلة جداً إن لم نقل معدومة، وبحسب ما يصفها أحد أصحاب المحلات في عزمي “منفتح لنفتح والبيع بخبر كان”. أصحاب المحلات لا ينتظرون أحياناً أن تحلّ العتمة ليقفلوا، يسارعون إلى ذلك قبل الموعد بساعة أو ساعتين لأن البيع مؤجل غير معجّل. رئيس جمعية تجار عزمي ومتفرعاته طلال بارودي قال لـ”نداء الوطن”: “كنا نتمنى أن نتمكّن من إحياء موسم الأعياد بالزينة والأضواء كما فعلنا في السنوات الماضية، عندما كنا نستقبل موسم الأعياد بتزيين الشارع وإنارته وتنظيم برامج تجذب الناس إليه”.

أضاف: “المؤسف أنه في السنتين الأخيرتين وبسبب ما وصلنا إليه من أوضاع، وامتناع المصارف عن التمويل وانقطاع الكهرباء والكلفة العالية للمولدات الخاصة، وكلفة الزينة بالدولار، لم تعد لدينا القدرة كتجارعلى تأمين الكهرباء، وفي نفس الوقت لا يمكنك أن تفرض على التجار أي أعباء لمثل هذه الأمور وهم يعانون ما يعانون”.

يعقّب بارودي على الوعود الحكومية بعودة الكهرباء بشكل أفضل على أبواب رأس السنة “لو نفّذت لكان الوضع أفضل وأريح. عندما ينطفئ الشارع الساعة السادسة ينتهي نهار عزمي العملي، نعمل بنسبة مبيعات 10 % مما كان سابقاً مع مصاريف إضافية ترتفع كل يوم فكيف للتجار أن يصمدوا؟ في الحقيقة مجرد صمودنا في مؤسساتنا في هذه الظروف يعتبر إنجازاً.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةالتدقيق الجنائي في خطر مجدّداً قانون السرية المصرفية… ورهان “الحاكم ومن يحميه”
المقالة القادمةناظر “سيدر” ينتظر الإصلاحات منذ 2018!