مبادرة فرديّة لتأمين الغاز للعائلات الفقيرة: تعبئة “الجرّة” بالكيلو بدلاً من كامل سِعتها

تنغص الضائقة المعيشية والاقتصادية الخانقة على الصيداويين حياتهم، وهم يسعون للعيش بكرامة مع الغلاء وارتفاع الدولار والاسعار تزامناً مع بدء موجة جديدة من تفشي “كورونا”، ومع رفع الدعم الرسمي عن المواد الاساسية ومنها المحروقات والغاز وآخرها الدواء، وقد بات شراؤه يسبب الداء.

بيد ان مبادرات الخير الفردية منها والجماعية لم تتوقف، وتتواصل كلما اشتدت الازمة لتسد جزءاً بسيطاً من عجز الدولة، مع قلة امكانيات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والاجتماعية. فمع كل ازمة تنطلق مبادرة وآخرها تأمين الغاز للعائلات الفقيرة والمتعففة التي باتت تملأ “الجرة” بالكيلو بدلاً من كامل سعتها نتيجة عجزها وقلة حيلتها وانعدام قدرتها الشرائية.

ويؤكد صاحب المبادرة الناشط محمد آغا لـ”نداء الوطن” انها ليست الاولى “اذ سبقها مبادرة “تسكير الديون” في الدكاكين للعائلات الفقيرة والمتعثرة في صيدا القديمة وبعض الاحياء الشعبية، واليوم اطلقنا مبادرة تأمين الغاز ونواصل حملة “جبر الخواطر” لتوفير الادوية المزمنة من الضغط والسكري والقلب وسواها. الامكانيات المادية قليلة والطلبات للمساعدة كثيرة، ونعتمد على تبرعات الخيرين واصحاب الايادي البيض واستطعنا تأمين 20 جرة لعائلات فقيرة عبر اعطاء بون وتعبئتها من مركز الصفدي في منطقة سينيق – جنوب المدينة، ومن لا قدرة له على تحمل نفقات الانتقال اليه نؤمن له “الدليفري” أيضاً”.

يقول الناشط الاجتماعي والقائد الكشفي في “جمعية الكشاف المسلم” محيي الدين حفوظة لـ “نداء الوطن” ان شعوره بالارتياح لا يوصف وهو يقوم بايصال المساعدات الى مستحقيها من العائلات الفقيرة والمتعففة في صيدا القديمة وخاصة في ذروة الازمتين المعيشية والصحية، ويؤكد لـ “نداء الوطن”، كنت اشعر بفرح عارم ولكن فيه غصة كبيرة وبنوع من المرارة للواقع المأسوي الذي تعيشه الناس في ظل ظروف صعبة جداً”، قبل ان يضيف بحرقة “كنا نلبي احتياجات الناس مرة.. ولكنها كانت تنظر في عيوننا لتقول انها بحاجة دوماً، فيما الدولة هي المسؤولة عن هذا البؤس والفقر في منطقة تعتبر منكوبة ومحرومة من الاهتمام بتوفير الخدمات الحياتية، ولذلك فالمساعدات ما زالت مستمرة”، خاتماً “عندما اسمع الدعاء من الناس الله يخليك ويطول بعمرك، انسى كل التعب”.

 

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةرفع الدعم عن الدواء لم يهزّ الشارع والصحوة الشعبية رهينة المناخ الإنتخابي
المقالة القادمةمصرف لبنان يؤكّد تعاونه الكامل مع A&M