مبالغة الدول في تقييد حركة السفر تؤجل تعافي قطاع النقل الجوي

اعتبر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن مبالغة الحكومات في تقييد حركة السفر بسبب سلالة أوميكرون ستعرقل أي مساع لتعافي قطاع النقل الجوي العالمي وتزيد الضغوط على شركات الطيران التي كانت تأمل في العودة لنشاطها بعد تخفيف الإغلاقات. ومنذ أكتوبر الماضي تصاعد منسوب التفاؤل لدى الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران في ظل ظهور بوادر بشأن ابتعادها بشكل تدريجي عن دائرة الركود الطويلة والذي كبدها خسائر هي الأكبر منذ الأزمة المالية العالمية قبل 13 عاما.

وذكرت إياتا التي تتخذ من باريس مقرا لها، في بيان الجمعة أن “على الحكومات تسريع وتيرة تخفيف القيود المفروضة على السفر في ضوء تحول كوفيد – 19 إلى مرض متوطّن من خلال إزالة كافة المعوقات أمام حركة السفر بما فيها الحجر الصحي والاختبارات للمسافرين المُطعمين”. وكان الاتحاد قد وضع في نوفمبر الماضي مخططا لاستئناف الأنشطة والسفر بين دول العالم من خلال اعتماد تدابير مبسطة وعملية وقابلة للتوقع، لكنها لم يتم تنفيذها على النحو الأمثل.

وأكدت دراسة لشركة أوكسيرا أند إيدج هيلث الاستشارية محدودية تأثير قيود السفر على انتشار أوميكرون عندما حللت الوضع في المملكة المتحدة كنموذج. وتوصلت أوكسيرا إلى أن تطبيق التدابير الإضافية التي فرضتها بريطانيا لمواجهة متحور أوميكرون منذ بداية نوفمبر الماضي أي قبل اكتشاف المتحور كان ليؤخر ذروة موجة انتشار المتحور لمدة لا تتعدى خمسة أيام وتخفيض عدد الإصابات بنسبة 3 في المئة فقط.

وبحسب والش الرئيس التنفيذي السابق لشركة الخطوط البريطانية آي.أي.جي يبدو من الواضح عبر هذه الدراسة مدى تدني تأثير قيود السفر المفروضة في أنحاء العالم على مستوى انتشار الجائحة، بما يشمل متحور أوميكرون. ولم تكشف إياتا حتى الآن حجم خسائر شركات الطيران في العام الماضي، لكنها تقدر أن تتكبد خسارة عالمية تراكمية بحوالي 51.8 مليار دولار هذا العام وستواصل تسجيل النتائج السلبية في 2022 لكن بخسارة أقل تقدر بنحو 11.6 مليار دولار.

وهذه التقديرات التي نُشرت بمناسبة الاجتماع السنوي لإياتا في بوسطن بالولايات المتحدة في أكتوبر الماضي كانت أكثر تشاؤما من تلك التي صدرت في أبريل 2021 عندما توقع الاتحاد خسارة مجمعة قدرها 47.7 مليار دولار. ورفع الاتحاد الخسائر التي تكبدتها شركات الطيران في العام 2020 إلى قرابة 137.7 مليار دولار في مقابل نحو 126.4 مليار دولار في تقديرات سابقة.

وتتفوق الخسائر المجمعة خلال الفاصل الزمني الذي تفشت فيه الجائحة على ما يقرب من 9 سنوات من أرباح الشركات، والتي تستند في الغالب إلى أرقام إياتا. وبينما بدأت الرحلات المحلية والإقليمية في الانتعاش، كان هناك القليل من التعافي داخل مسارات الأعمال التي تمتد عبر العالم وتعتبر ضرورية جدا للعديد من شركات النقل.

وبينما شرعت العديد من الدول وخاصة في منطقة الخليج وأوروبا في فتح مجالها الجوي أمام الرحلات مع احترام البروتوكولات الصحية، ظلت أسواق المسافات الطويلة المختلفة في حالة ركود لاسيما تلك التي تربط آسيا بأوروبا وأميركا الشمالية. ومن بين مناطق العالم من المتوقع أن تعود شركات النقل فقط في أميركا الشمالية إلى الإيرادات في العام الجاري، أي مع ما يقرب من 10 مليارات دولار.

وفي خضم ذلك، تواجه بعض شركات الطيران العالمية صعوبات في سد الوظائف الشاغرة في ظل بروز تنافس على توظيف المبتدئين للخروج من الأزمة التي من المتوقع أن تؤخر تعافي قطاع السفر بينما تعترض بعض الشركات مشكلات أخرى تتجسد في ارتفاع عدد الموظفين الذين لا يحضرون إلى العمل.

وتُظهر بيانات شركة اتجاهات السفر فورورد كيز أن حجوزات الرحلات الدولية تعمل عند 38 في المئة فقط من مستويات 2019، أي أقل بكثير من ذروة أكتوبر الماضي عند 58 في المئة، على الرغم من ارتفاعها عن أدنى مستوى لها في أوائل ديسمبر 2021.

وفي حين أن أوميكرون يحتمل أن يكون أقل حدة من متحور دلتا إلا أنه بالنسبة إلى العديد من شركات الطيران يثبت أنه مدمر وقد أضعف توقعات نمو الرحلات والسفر خلال الربع الأول من هذا العام. ونسبت وكالة رويترز إلى المحلل بقطاع الطيران بريندان سوبي من سنغافورة قوله في وقت سابق هذا الشهر إن “تأثير أوميكرون في الربع الأول من 2022 كبير وفي بعض الأسواق أكثر أهمية من تأثير دلتا”.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةاتفاق وشيك للتجارة الحرة بين دول الخليج وبريطانيا
المقالة القادمة“جحيم” الرسوم الجمركية بالدولار: زيادة الأسعار 1300 في المئة