مطالب العمال بعد سقوط الأسمر؟

كم كان صادماً أمس سقوط رئيس الاتحاد العمالي العام بعد انزلاقه الى كلام قاسٍ طال البطريرك الراحل مارنصرالله بطرس صفير، فالرجل الذي كان على الدوام نصير العمال المظلومين والمدافع عن حقوقهم والواقف الى جانبهم في تحركاتهم الميدانية، وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه ابداً.
اتى توقيت خطأ الاسمر في وقت قاتل، اذ كان الاسمر وخلال المؤتمر الذي جرى هل هامشه الفيديو المسرّب قد تطرق الى سياسات الحكومة التي تواجه اعتراضات شرسة في الشارع، واكد على وجوب التقيد بضرورة اجراء حوار بين القطاعات والحكومة لإنتاج حل للأزمة الراهنة، واعلن عن نية لدعوة كل الهيئات النقابية وكل المتضريين من هذه السياسات مع هيئات من المجتمع المدني مطلع الأسبوع الى لقاء تشاوري يؤكد على الثوابت ويطلق حملة مواجهات للسياسات التي تتبعها الحكومة.
كما ان خطأ الأسمر، أطاح بكل ما بناه على صعيد استعادة دور الاتحاد العمالي العام ومحاولاته للم الشمل النقابي.
لقد كان الاسمر نشيطاً، مدافعاً شرساً عن حقوق العمال، طامحاً لإحداث تغيير. لكنه كان “عفوياً” بما فيه الكفاية ليورط نفسه بمشكلة قضائية مع وزير الاقتصاد السابق رائد خوري، وليورّط نفسه اليوم بمشكلة ضخمة بحجم وطن.
كان “عفوياً” بما فيه الكفاية ليسقط نضال العمال وآمالهم بلمحة بصر.
لكن ماذا بعد؟ كيف سيستطيع الاسمر ان يخرج نفسه من ورطة بهذا الحجم؟
وكيف ستتابع الحركة العمالية فرض مطالبها في ظل الصفعة التي تلقتها، في وقت تهرع الدولة الى الاقتطاع من رواتبها والتقديمات التي تحظى بها؟
قد يكون من المؤسف ان يكون الاسمر في الحضيض .. ومعه مطالب العمال ايضاً. فعودة العمال للإمساك بزمام المبادرة قد لا يكون في وقت قريب وسط دعوات متواصلة لإستقالة او إقالة الأسمر، وبالتالي اصبح المطلوب اولاً ترتيب البيت الداخلي العمالي قبل مواصلة معركة انتزاع الحقوق.

مصدرLEBANON ECONOMY
المادة السابقةرئيس بلدية بيروت يطرد نائبه!
المقالة القادمةتخفيض بدل النقل لموظفي الدولة… كم يمكن أن يوفر على الخزينة؟