معارض المفروشات… الانهيار وشيك

يصعب تحديد عدد المعارض التي أفلست جراء الأزمة نظراً إلى غياب نقابة ترعى أعمالها. إلا أن العاملين في القطاع يُجمعون على أن الكثير من المعارض أغلقت أبوابها نهائياً، أما من لا يزال صامداً منها فقد يستمر لعام إضافي على أبعد حد في حال لم تتحسّن الأوضاع. ويقدّر هؤلاء تراجع المبيعات بنسبة 80%، مع التفاوت بين مؤسسة وأخرى بحسب الإمكانات وعدد الفروع ونوعية الزبائن وقدراتهم الماديّة.

سعر الصرف المتفلّت منذ أواخر 2019 أثّر على أعمال المعارض وخلق مشاكل عديدة لها مع زبائنها، خصوصاً أولئك الذين كانوا قد حجزوا مسبقاً مفروشات ودفعوا «رعبوناً» لها. بعض المعارض رفضت أن تبيع على سعر الصرف الثابت وحاولت مفاوضة الزبائن على سعر آخر، أو عرضت أن تعيد إليهم ما دفعوه، ما خلق مشاكل إضافية، لناحية تحديد العملة التي يفترض أن يعاد بها الـ«رعبون»، وغيرها الكثير من السيناريوهات تبعاً لكل حالة. وفاقم الأزمة انعدام خيار التقسيط والتشديد على الدفع نقداً، ما شطب فوراً الأغلبية العظمى من اللبنانيين الذين لم تعد رواتبهم تكفيهم لسد احتياجاتهم الأساسية.

يؤكد شادي الحاج، صاحب مؤسسة «الياس الحاج للمفروشات»، على أن «التراجع في المبيعات تخطّى الـ 70%، والدفع بأغلبه يكون نقداً إلا في حالات محدودة جداً نقبل فيها الدفع بالبطاقات أو الشيكات. أما الطلبيات فتميل نحو البضاعة البسيطة وغير المكلفة. لم يعد أحد يشتري بضاعة فاخرة». ويشكو من قرارات الإغلاق غير المدروسة بسبب كورونا «التي ساهمت في تعميق أزمة معارض المفروشات. إذ أن عدد الزبائن الذين يقصدوننا في الأيام العادية محدود فكيف في أزمة اقتصاديّة مثل التي نعيشها».

مصدرجريدة الأخبار - رضا صوايا
المادة السابقة“الإسكوا”: نموّ لبنان الحقيقي 1.5% في 2021
المقالة القادمةالمنظومة الاقتصادية الوطنية من طرابلس والشمال