معرض «أرضي»: 140 ألف زائر في مهرجان للمونة

على مدى عشرة أيام، غصّ مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت بآلاف الزوّار. فبعد غياب سنتين، عاد معرض «أرضي» للمونة والأشغال اليدوية والحرفية ليفتح أبوابه، منعشاً مجموعات واسعة من العمّال وأصحاب المشاريع الصغيرة.

تكفي جولة في معرض «أرضي»، ليخرج الزائر متخماً لكثرة التذوّق من خيرات وطنه. يمكن أن يبدأ بالعسل، ويختتم بالمكدوس. وبينهما الزيتون، والعيتون، والطحينة والحلاوة، والكشك، والزعتر. ولا تأتي الدعوة إلى التذوّق من باب المنافسة بين المشاركين في المعرض، إذ يدلّ أحدهم إلى طاولة الآخر في حال سئل عن منتج لا يتوافر لديه، وإنما لتأكيد جودة ما صنعه. وفي الرحلة بين طاولة وأخرى، يجري الإعلان عن مبادرة من هنا أو نتائج مسابقة من هناك مثل فرط الرمان وأطيب كشك ومكدوس ومسابقات توعوية صحية للناشئة. هكذا تحوّل المكان إلى مهرجان حافل بالألوان وبالروائح وبطيّبات الأرض، مستقطعاً وقتاً بسيطاً للناس بعيداً من الهموم في بلد تشتد أزماته.

معرض «أرضي» للمونة والمنتوجات الزراعية والحرفية، الذي انطلق للمرة الأولى في عام 2007، وغاب في السنتين الأخيرتين مع انتشار وباء كوفيد19، انطلق مجدداً عبر مؤسسة جهاد البناء الإنمائية على مساحة نحو ستة آلاف متر مربع، في مجمع سيّد الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية. وقد تجاوز عدد زوّاره هذا العام الـ140 ألف زائر وفق المسؤول الإعلامي للمعرض عادل أحمد، وذلك رغم الضائقة الاقتصادية. ويؤكد أحمد أن المعرض شهد حركة بيع عالية جداً قائمة على مبدأ «بِع كثيراً واربح قليلاً، حتى أن البعض باعوا كلّ منتجاتهم منذ اليوم الثالث للمعرض». ويلفت أحمد إلى جودة المنتجات المشاركة «لم ترجع لجنة الجودة والنوعية، التي كشفت عبر ثلاث مستويات على البضائع، إلا 2% فقط من مجمل من تقدّموا للمشاركة في المعرض».

مشاركة مُرضية

وصل عدد المشاركين إلى 1000 عارض بين أساسي وفرعي وتعاونيات، كما شهد حضوراً لافتاً لذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسة الجرحى. وقد عبّر معظم المشتركين عن رضاهم، متحدّثين عن إيجابيات تتجاوز حركة البيع والشراء.

تبدي جنان قصير، صاحبة علامة رافان لمنتجات العناية الطبيعية بالبشرة، التي أسسّتها عام 2017 في صور، رضاها عن المشاركة في المعرض لأنّه شكل «فرصة للتلاقي مع الناس والتعريف بالمنتجات والوصول إلى شريحة أكبر وحتى لمعرفة طلبات الناس». مؤكدة أن اللبناني قادر على المنافسة في الأسواق الخارجية.

ويرى صاحب «عسل ترحيني»، المنتج في تول النبطية، أن المعرض «أطلق المصلحة مجدداً وعرّفنا إلى زبائن في بيروت». وتوافق فاطمة سليم، التي تبيع مونة «الطيبات» من المربيات والمكدوس والشطة والكشك، أن معارض مماثلة تعدّ بمثابة إنعاش وتحفيز للمشاريع الصغيرة.

حركة بيع جيدة

وعلى رغم الأوضاع الاقتصادية، شهد المعرض حركة بيع جيدة، كما تقول رحمة شكر «نفقت نصف البضاعة»، من دبس الرمان ومعقود التين والسفرجل واليقطين، أما البيع «فبعدل الله». وبحسب زينب منصور صاحبة علامة منتوجات جواهر شتورة، يتراوح الإقبال بحسب أيام الأسبوع، إذ حيث ينتعش أيام العطلة الجمعة والسبت والأحد. أما الأسعار «فأكثر من معقولة، مرطبان كبير من كبيس المقتة (كيلو ونصف) بـ70 ألف ليرة إذا ما احتسبنا سعر المرطبان وطبعة ورق اللوغو والبضاعة وإيجار اليد تجد أنه ما في سعر ببلاش».

ويلفت علي تامر، صاحب الجمعية التعاونية في ريف الكورة، إلى إقبال الناس «أكثر من أي وقت مضى على كلّ شيء بلدي، والإقبال جيّد على زيتون وزيت زيتون الكورة».

الحرفيات

لم تشهد الأعمال الحرفية الإقبال نفسه، كما يقول باسل بو خزام «كان الإقبال أفضل قبل الأزمة، الناس اليوم تشتري ما هو ضروري فقط». لكن رغم ذلك تبقى أهمية المعرض في أن «الناس تتعرّف إلى المنتجات، وبعضهم يأخذون رقمك لطلبات تتم لاحقاً».

من جهتها، لحظت فاطمة درة، وهي واحدة من سيدات مجموعة جمعية العطاء، إقبالاً على التطريز سواء للتعلّم واتخاذه صنعة وحتى للشراء. تعمل درة طيلة العام تحضيراً للمعرض الذي تصرّف فيه إنتاجها، وتساعد زوجها الموظف «البيع من البيت قليل جداً، وأتمنى لو كان ثمة أكثر من معرض لاستفدنا أكثر».

مصدرجريدة الأخبار - رحيل دندش
المادة السابقةمفاوضات لبيع فندق «فينيسيا»
المقالة القادمة“الكابيتال كونترول”… كلاكيت مرة أخرى مفخّخة