نادي القضاة: الكابيتال كونترول المقترح حافل بالمخالفات الدستورية

فنّد نادي القضاة في لبنان المخالفات التي ينطوي عليها اقتراح قانون الكابيتال كونترول، الرامي إلى وضع ضوابط مؤقتة واستثنائية على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية (راجع “المدن”)، وهي وفق بيان صدر عن نادي القضاة اليوم “مخالفات دستورية وقانونية جوهرية لا يمكن إغفالها”.

وإذ تم تبويب المخالفات من حيث الشكل والمضمون، اعتبر النادي في بيانه أن هذا الاقتراح يشكل شذوذاً قانونياً عن كل ما هو مألوف من مبادئ دستورية وقانونية وأعراف سائدة، محذراً من مغبة إقراره. كما دعا في المقابل إلى بذل الجهد في سبيل إقرار قانون يهدف إلى حماية أموال المودعين والحفاظ عليها بدلاً من إهدارها.

وتضمن اقتراح القانون مخالفات من حيث الشكل هي التالية:

أولاً: إن نص الاقتراح بشمول تطبيقه المنازعات والدعاوى التي لم يصدر فيها حكم مبرم، يعتبر تدخلًا سافراً من قبل السلطة التشريعية في عمل السلطة القضائية وضربة إضافية لاستقلالها.

ثانياً: إن استطلاع رأي مجلس القضاء الأعلى هو موجب قانوني سنداً لأحكام الفقرة (ز) من المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي، وقد اعتبر المجلس الدستوري أن مخالفة هذا الموجب هو مخالفة دستورية، كونه يشكّل صيغة جوهرية تكريسًا للضمانة القضائية ولمبدأ استقلال السلطات الدستورية وتعاونها.

أولاً: لا مبرر لإنشاء محكمة خاصة وعلى درجة واحدة من المحاكمة، إذ أن هذا الأمر يشكّل مخالفة دستورية لمبدأ التقاضي على درجتين.

ثانياً: إن تطبيق القانون على الأحكام الصادرة في الخارج، واعتباره من النظام العام، من شأنهما المسّ بالقوة التنفيذية للأحكام الأجنبية في لبنان، وهو ما يعتبر طعنةً جديدةً في الاتفاقيات الدولية ويُخالف مبدأ الشرعية كون الاتفاقيات تسمو على القوانين الداخلية، حسب هرمية القواعد القانونية، ويؤدي، بالتالي، إلى عزل لبنان قضائياً عن النظام القضائي الإقليمي والعالمي.

ثالثاً: إن هذا الاقتراح يناقض الأحكام القانونية الناظمة لعقد الوديعة، وخصوصاً أن نظام الكابيتال كونترول يفترض تحقيق تقنين في سحب الودائع إنما بعملتها، وليس من شأنه أن يفرض استبدالها بأي عملة أخرى ولا على أساس أي سعر صرف، ومن هذا المنطلق، إن أي محاولة ترمي إلى المساس بالحقوق المحمية قانوناً هي باطلة.

رابعًا: إن الغاية من تطبيق القانون على المنازعات التي لم يصدر فيها حكم مبرم، هي تكريس للمخالفات القانونية الحاصلة، وعدم محاسبتها بغية الوصول إلى عدم المساءلة والإفلات من العقاب.

وأخيراً رأى نادي قضاة لبنان أن التأخّر في اقتراح قانون الكابيتال كونترول منذ بدء الأزمة، من شأنه أن يثير الشكوك حول استثناء الطبقة الحاكمة وأتباعها من الخضوع لأحكامه، ويتوافق مع التقارير المتعلقة بحصول عمليات تهريب أموال وودائع عن طريق السحب أو التحويل إلى الخارج، ويبقى المواطن هو الحلقة الأضعف عند كل ازمة!

مصدرالمدن
المادة السابقة“الكابيتال كونترول” بين ثلاث مسودّات تعيسة: انتصار المصارف
المقالة القادمةبإمكانكم بيع الكهرباء للدولة: فوائد الطاقة الشمسية وكلفتها