هواوي تهرب من الضغوط بغزو سوق الكمبيوترات المحمولة

يعكس اقتحام عملاق التكنولوجيا الصينية هواوي السوق العالمية لأجهزة الكمبيوتر وخاصة المحمولة إصرار الشركة على الهروب من الملاحقة الأميركية وتخفيف الضغوط عليها بالتركيز على تنمية الإيرادات والأرباح في سوق الحواسيب خصوصا بعد إزاحة هواتفها من صدارة المبيعات خلال العام 2020.

نزلت شركة تكنولوجيا الاتصالات العملاقة هواوي بثقلها في سوق صناعة أجهزة الكمبيوتر المحمولة في محاولة لمضاعفة الأرباح عبر نافذة جديدة في ظل كثافة الضغوط أمام خططها لتطوير تقنيات الجيل الخامس ما يعكس مخاوف الشركة من الحظر الأميركي الذي تسبب في إزاحتها من صدارة مبيعات الهواتف الذكية.

وأعلنت شركة هواوي الصينية عن إطلاق حاسوب هواوي ماتبوك 14 حيث يعد الحاسوب الجديد أحدث إضافة إلى سلسلة “ماتبوك” من الحواسيب فائقة الخفة.

ويتمتع حاسوب هواوي ماتبوك 14 بالتصميم الأنيق الذي تتميز به هذه السلسلة كما يتضمن مزايا ذكية تجتمع في جهاز قوي وخفيف الوزن، مع الحفاظ على كافة المواصفات المتقدمة والأداء المتفوق. ويأتي حاسوب هواوي ماتبوك 14 مع شاشة عرض كاملة بقياس 14 بوصة ودقة، ومعالج جديد المصنّع برتبة 7 نانومتر، وذاكرة وصول عشوائي سعة 16 ميغابايت وغيرها من المزايا التي تتكامل مع حلول هواوي، مثل نظام هواوي شير الذي يتيح للمستهلكين القيام بالمزيد من المهام عبر جميع سيناريوهات الاستخدام.

يتميز حاسوب هواوي ماتبوك بشاشة عرض كاملة بقياس 14 بوصة، مع إطار بعرض 4.9 ملم فقط من الجانبين والأعلى، مما يمنح الحاسوب صغير الحجم نتيجة مذهلة على نسبة الشاشة إلى الهيكل تبلغ 90 في المئة ليقدم أداءً بصرياً رائعاً دون التأثير على سهولة الحمل. كما يعد هذا الحاسوب من بين أجهزة قليلة جداً اليوم تعتمد على تناسب 3:2 التي تعتبر عملية أكثر من نظيرتها 16:9 لاحتياجات الإنتاجية اليومية كقراءة المقالات وتصفح الإنترنت والبرمجة.

يأتي حاسوب هواوي ماتبوك 14 مع شاشة 2160×1440 بدقة 185 بكسل في البوصة، كما يدعم المدى اللوني أر.جي.بي بشكل كامل 100 في المئة (قياسي)، ونسبة تباين 1500:1 (قياسي) وسطوع أقصى 300 شمعة (قياسي).

وذلك يجعله مثالياً للمهام التي تتطلب تمييز الألوان بدقة عالية، وكذلك للترفيه ومشاهدة الوسائط. وسواء أكان المستخدمون يستعرضون صوراً عالية الدقة أم يشاهدون أفلاماً بتقنية بلو راي أو صوراً ذات تدرجات لونية، فإن دقة الصور وغنى التفاصيل وحيوية الألوان ستكفل لهم تجربة سينمائية غامرة.

كما يتميز حاسوب هواوي ماتبوك 14 بشاشة عرض كاملة بدقة كا2 تتمتع بخاصية اللمس المُتعدد التي تدعم استخدام إيماءات الأصابع المتعددة وتسمح بالتقاط صورٍ سريعة للشاشة.

وتسهل على المستخدم التحكم بالهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي المتصل بفضل خاصية العرض على عدة شاشات. هذا وتتميز الشاشة بأنها حاصلة على اعتماد مؤسسة المعايير والمقاييس في ما يخص اللون الأزرق الضار، أي أنها تزيل بكفاءة انبعاثات اللون الأزرق، مما يحمي أعين الأشخاص الذين يستخدمون الحاسوب لساعات طويلة.

وقد صُمّم حاسوب هواوي ماتبوك 14 بالاعتماد على مفهوم “نقي وخفي” وبالتالي فإنه يقوم على هيكل معدني خفيف الوزن أبعاده 307.5×223.8×15.9 ملم ولا يزيد وزنه عن 1.49 كغ. كما يتمتع بسطح أملس بفضل تقنية النحت بالرمل التي تمنح لمسة نهائية راقية توفّر سيطرة أفضل وتساعد المستخدم في حمل الجهاز والتنقل به خلال اليوم.

ويجسد هذا التوجه الجديد حسب خبراء منفذا لهواوي بعد خيبة أمالها وإزاحتها من تصدر مبيعات الهواتف الذكية لصالح الشركة الكورية الجنوبية سامسونغ.

وكانت شركة سامسونغ للاتصالات الكورية الجنوبية قد أزاحت منافستها الصينية هواوي من المرتبة الأولى في بيع الهواتف الذكية في العالم.

وفقدت مجموعة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات مكانتها على رأس البائعين العالميين للهواتف الذكية في الربع الثالث من العام، بينما احتلت الصينية “شاومي” المرتبة الثالثة على اللائحة، حسبما أعلن مكتب الأبحاث “كاناليس”.

وباعت “هواوي” التي تستهدفها عقوبات أميركية، في الربع الثالث 51.7 مليون هاتف، أي أقل بـ23 في المئة على مدى عام.

في الوقت نفسه، باعت منافستها الكورية الجنوبية سامسونغ 80.2 مليون جهاز بزيادة 2 في المئة خلال عام واحد وأصبحت من جديد أول شركة مصنعة في العالم، حسب الدراسة نفسها التي نُشرت الخميس.

ومنذ سبتمبر لم تعد الشركة قادرة على تزويد أجهزتها المتطورة بشرائح “كيري” الجديدة مثلا، ولا تملك القدرة على تصنيعها داخليا.

أداء بسرعة خارقة

يتمتع حاسوب هواوي ماتبوك 14 فائق الخفة بإمكانيات معالجة ورسوميات استثنائية بفضل “معالج 4000 هاش سيريز” ومعالج الرسوميات المدمج، وعند تفعيل خاصية تعزيز الأداء فإن المعالج يصل إلى طاقة 40 وات، مما يمنح المستخدم قوة إضافية تسمح بأداء المهام التي تتطلب أداءً عالياً كتحرير الصور المتعددة والبرمجة.

ويمكن تزويد الحاسوب بذاكرة وصول عشوائي سعة 16 جيجابايت من جيل سرعة النقل المضاعفة DDR4 على قناة مزدوجة، مع قرص تخزين عالي الأداء بسعة تصل إلى 512 ميغابايت، وهو ما يصل بالأداء إلى مستويات غير مسبوقة حتى عند تنفيذ المهام عالية الصعوبة.

كما تتميز مراوح هواوي شارك مزدوجة الشفرات بتصميم جديد يعتمد على شفرات أكثر كثافة على شكل الحرف S ومرتبة بحيث تعزز أداء التبريد وتقلل من صوت المروحة، مما يسمح للمستخدمين بالتركيز والعمل بهدوء.

عمر البطارية مهم جداً لتحقيق تجربة استخدام جيدة. يضم حاسوب هواوي ماتبوك 14 بطارية باستطاعة 56 وات تعمل إلى جانب نظام إدارة الطاقة الذكي من هواوي لتقديم عمر بطارية مذهل.

ويمكن للحاسوب أن يعمل دون الحاجة إلى شحن البطارية لمدة تصل إلى 10 ساعات عند تشغيل فيديو محلي مستمر بدقة 1080 بكسل، مما يسمح للمستخدمين بمتابعة أحدث البرامج والمسلسلات التلفزيونية عبر الإنترنت حتى وهم على الطريق.

كما يأتي الجهاز مع شاحن هواوي سوبر شارج المحمول القادر على تأمين شحن فائق السرعة لهواتف هواوي المتوافقة. إضافةً إلى ما سبق، فإن الجهاز مزود تلقائياً بمخارج أي.أس.بي التي تسمح للمستخدم بشحن أي ملحقات حتى حين يكون الحاسوب في وضعية الإطفاء.

ويمكن للمستخدمين أن يتنلقوا بسهولة بين إعدادين للطاقة تم برمجتهما مسبقاً – الوضع القياسي ووضع الأداء – بالضغط على الاختصار على لوحة المفاتيح وذلك لتعديل التوازن بين الطاقة وعمر البطارية وفقاً لاحتياجاتهم.

إنتاجية عالية
صُمّم حاسوب هواوي ماتبوك 14 ليكون مركز الإنتاجية، إذ يتميز بنظام هواوي شير، وهو أحد الحلول التي طورتها هواوي كي تسد الفجوة بين الأجهزة التي تعمل على نظام ويندوز وتلك التي تعمل على نظام أندرويد. إذ أن خاصية العرض على عدة شاشات التي يتيحها نظام هواوي شار تسمح للمستخدمين بالتحكم بسهولة بالهاتف الذكي عبر الحاسوب الشخصي، ونقل الملفات بين الجهازين؛ ومشاركة الملحقات كلوحة المفاتيح والفأرة.

كما يمكن للمستخدم الوصول إلى برامج كلا الجهازين في الوقت ذاته. يشار إلى أن التحسينات التي أُدخلت على هذه الخاصية تمكن المستخدمين من الرد على المكالمات وفتح الملفات المخزنة على الهاتف الذكي مباشرةً عبر الحاسوب الشخصي- وكل هذا على شاشة واحدة.

نظام بيسي مانجر يعتبر أساسياً لدعم برامج هوتسبوت لمشاركة خدمة الإنترنت و”غالوري مانجمنت” لإدارة الصور ولتسجيل الفيديو ولمشاركة الحافظات وغيرها، مما يعزز تجربة الاستخدام في جميع السيناريوهات التي تتميز بها أجهزة هواوي.

ومن الخصائص الإضافية الأخرى يوجد: زر تشغيل يضم قارئ بصمة يتحقق من هوية المستخدم عند تشغيل الجهاز، مما يسرع عملية الإقلاع. ومكبرات صوت مزدوجة بقدرة 2 وات تدعم خاصية تعويض التشوه الصوتي التي تعزز من الأداء الصوتي الغامر ولوحة لمس محسّنة أطول وأكثر دقة من أي وقت مضى. كما أن منطقة استقبال هواوي شار المدمجة في لوحة اللمس تزيد من مساحة الاستقبال الكلية.

ويوفر الجهاز تعزيز مساحة لوحة المفاتيح ذات الإضاءة الخلفية لتقديم تجربة استخدام مرضية إضافة إلى مجموعة واسعة من المنافذ تقدم خيارات عديدة للمستخدمين وتسهل عليهم وصل الملحقات بجهاز هواوي ماتبوك 14.

ويرى خبراء في تكنولوجيات الاتصال الرقمي أن شركة هواوي الصينية اقتحمت سوق صناعة الأجهزة الإلكترونية لتوسيع نطاق أعمالها في سوق الكمبيوتر، وتشتيت انتباه منافسيها الكبار، في الوقت الذي فتحت فيه بكين النار على أبل وسيسكو الأميركيتين بسبب شبهة التجسس على مستخدميها.

ويأتي هذا الغزو بأجهزة الحواسيب المحمولة للأسواق في الوقت الذي تواجه فيه الشركة هجوما شديدا من الولايات المتحدة بسبب شبكتها للجيل الخامس والهواتف الذكية.

وقال نائب رئيس مجلس الإدارة كين هو خلال مؤتمر للتكنولوجيا في مدينة شنغهاي في وقت سابق إن “الاستراتيجية الجديدة تعتمد على التوقعات بأن القوة الحاسوبية المذهلة ستكون ضرورية”.

وبرر المسؤول في الشركة ذلك التوجه بأن العالم يشهد حاليا تحولا كبيرا نحو الاعتماد على تكنولوجيات مستقبلية معقدة وتحتاج إلى موارد ضخمة مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية التحكم.

ويقول محللون إن الخطوة قد تشكل إرباكا لعمالقة هذه الصناعة خاصة أتش.بي ولونوفو وأبل وآكسي وديل وأسوس، التي لطالما ظلت المنافسة محصورة في ما بينها.

وتعد هواوي بالفعل الشركة الرائدة عالميا في مجال معدات شبكات الاتصالات والمنتج الثاني للهواتف الذكية ومن المتوقع أن تهيمن على شبكات الجيل الخامس فائقة السرعة في المستقبل.

ولكنها أقحمت في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وبات مستقبلها مهددا بسبب الحملة الأميركية لعزلها.

وتقول واشنطن إن معدات هواوي قد تحتوي على ثغرات أمنية تسمح للصين بالتجسس على الاتصالات العالمية، دون أن تقدم أي دليل على هذه المزاعم التي تنفيها الشركة.

ويمكن أن يضيف انخراط هواوي في سوق هندسة الكمبيوتر والبرمجيات جبهة جديدة في معركتها مع إدارة ترامب.

وتضغط الولايات المتحدة على حلفائها، محققة نجاحات متباينة، لرفض شراء تقنية هواوي للجيل الخامس وهددت بمنعها من شراء مكونات تحتاجها من السوق الأميركية، مثل نظام تشغيل أندرويد المستخدم على هواتفها.

وفي أغسطس الماضي، علقت وزارة التجارة الأميركية هذه العقوبات بشكل فعال للمرة الثانية، لكن إمكانية تنفيذها في المستقبل أثارت شكوكا بشأن مستقبل هواوي.

وفي أحدث تصعيد بين الجانبين، اتهمت الصين شركة أبل الأميركية بمراقبة مستخدميها، من خلال برامج التجسس على هواتفها وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بها.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في سبتمبر إن “العالم يجب أن يكون حذرا بشأن أبل، لأنها ساعدت واشنطن في التجسس على المستخدمين العاديين وقادة البلاد لمدة تصل إلى عشر سنوات”.

كما وجهت المتحدثة باسم الخارجية هوا تشونينغ أصابع الاتهام لشركة سيسكو الأميركية للاتصالات، بجمع المعلومات سرا من مستخدميها من خلال أجهزتها.

وقال تشونينغ “في 2014، أقرت أبل في بيان بأنها استخرجت البيانات الشخصية، بما في ذلك الرسائل القصيرة وقوائم جهات الاتصال والصور، من هواتف مستخدميها المحمولة من خلال منفذ خلفي في نظامها”.

ولم تكترث هواوي طيلة الأشهر الماضية للحرب الأميركية المعلنة ضد توسعها في السوق العالمية لتستعرض عضلاتها كالعادة أمام منافسيها وخاصة شركة أبل.

وأطلقت الشركة في الصيف الماضي أول هاتف ذكي لشبكة الجيل الخامس في العالم، حيث اعتمدت فيه على قلب ثنائي الرقاقات.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقة“سامسونغ” تعتزم إطلاق أحدث هواتفها الذكية بحلول منتصف كانون الثاني
المقالة القادمةابتكارات تكنولوجية شهدها عام 2020 مرشحة لتغيير العالم