على الرغم من إخلاء سبيل الرئيس التنفيذي السابق لشركة “نيسان” كارلوس غصن بكفالة بقيمة 4.5 مليون دولار بعد إعادة توقيفه في 4 أبريل/نيسان في اتهامات اختلاس، إلا أن الادّعاء الياباني يواصل رحلة تجميع المعلومات والمعطيات لإدراجها في ملف “إدانة” غصن عندما تبدأ المحاكمة المتوقّعة بداية العام المقبل.
ولا تزال “تسريبات” الإعلام الياباني والصحافة العالمية تُفتّش عن وجهة أموال “مُريبة” بأكثر من 30 مليون دولار دُفعت من شركة “نيسان” إلى وكلاء في منطقة الشرق الأوسط، منها لموزّع في سلطنة عمان، ثم تم تحويلها إلى شركة ترأس مجلس إدارتها زوجة كارلوس غصن كارول نحّاس، التي اشترت بموجبها يختاً موجوداً الآن في إيطاليا.
ونقلت وسائل الإعلام في اليابان معلومات عن وجود شركة في لبنان اسمها Good Faith international S.A.L holding كانت تُحوَّل إليها الأموال، ومنها إلى حسابات أخرى بأوامر من غصن.
ووفق معلومات “العربية.نت” فإن هذه الشركة المُسجّلة في 24 أبريل/نيسان2015 في السجل التجاري لوزارة العدل اللبنانية وعنوانها مكتب المحامي فادي جبران محامي غصن في منطقة كورنيش النهر الذي توفي قبل سنوات بعد صراع مع المرض، تضم أسماء 10 لبنانيين، منهم أمل رشيد أبو جودة كمساهمة فيها، وكانت تعمل في مكتب جبران ومحامي من آل أبو جودة، إضافةً إلى أجنبي وحيد هو سكرتير بهوان، الهندي ديفياندو كومار، الذي يملك فيها 19998 سهماً، فيما تملك أمل أبو جودة سهماً وهي عضو مجلس إدارة ويملك شادي أبي راشد سهماً آخر.
30 شركة وهمية
وتشير معلومات “العربية.نت” إلى أن هذه الشركة هي من ضمن ثلاثين شركة وهمية في بيروت وفي بلد عربي آخر كان يتم من خلالها تحويل أموال إلى شركة تُديرها زوجة غصن اللبنانية الأصل كارول نحّاس وشركة أخرى يُديرها ابنه انطوني.
وتخشى كارول نحاس زوجة كارلوس غصن الموجودة الآن في أميركا من العودة إلى طوكيو حتى لا تُعتقل لتورّطها في تهمة “سوء الأمانة” التي تستند إليها شركة “نيسان” في اتّهاماتها ضد غصن، خصوصاً أن المحققين اليابانيين باتوا يملكون وثائق ومعلومات تؤكد تورّطها في قضية التحويلات المالية المُريبة.
وتحدّثت وسائل إعلام يابانية عن Laptop كان يحوي معلومات عن هذه الشركات والتحويلات التي كانت تأتي من أحد الأشخاص في عُمان إلى هذه الشركة التي يمتلكها بطريقة غير مباشرة غصن مع آخر.
ونتيجةً لهذه المعلومات والمعطيات التي يواصل الادّعاء الياباني تحليلها، فرضت المحكمة شروطاً قاسية عندما وافقت على إطلاق سراح غصن. وقد يكون سكرتير كارلوس غصن في شركة “نيسان” الماليزي الجنسية هو من يُسرّب هذه المعلومات إلى المحققين اليابانيين.
إغلاق شقة في بيروت بالشمع الأحمر
ولفتت معلومات “العربية.نت” إلى أن فريقاً من المحققين اليابانيين كان زار بيروت في وقت سابق لإجراء تحقيقات حول شركة Good Faith international S.A.L holding التي كانت تُحوّل إليها الأموال من شركة “نيسان”.
وبهدف جمع المزيد من المعلومات، توجه فريق المحققين إلى شقة اشترتها “نيسان” في بيروت بقيمة 6 ملايين دولار مُسجّلة باسم الشركة، إلا أنهم تفاجأوا بوجود والدة كارول نحاس وزوجها يُقيمان فيها خلافاً للقانون، وهو ما دفعهم إلى إغلاقها بالشمع الأحمر بناءً على طلب من محامي شركة “نيسان”، وذلك بعد أن عثروا على Laptop فيها يحوي معلومات عن هذه الشركات والتحويلات التي كانت تأتي من عُمان من وإلى شركة Good Faith international S.A.L holding.
ورفضت محكمة طوكيو، الخميس، الاعتراض الذي تقدّم به محامو كارلوس غصن لعدم السماح له بالتواصل مع زوجته كارول إلا تحت إشراف المحكمة وبإذن منها. وأوضحت معلومات وسائل إعلام يابانية أن المحكمة لديها معطيات قانونية تمنع هذا الاتصال، لكنها في المقابل لم تُشِر إلى هذه المعطيات، وهل هي تمسّ زوجته كارول وعلاقتها بشركات ترأس مجلس إدارتها، اشترت عن طريق تحويلات مالية اليخت الموجود في إيطاليا.
وانتقل غصن قبل أيام قليلة برفقة ابنتيه الموجودتين الآن في اليابان من شقته الصغيرة التي استأجرها من سيدة فرنسية متزوّجة من ياباني، إلى منزل أكبر في منطقة آسابوكي.
وأوقف غصن اللبناني الأصل الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في اليابان للاشتباه في عدم تصريحه عن جزء من دخله يبلغ نحو خمسة مليارات ين (44 مليون دولار) بين عامي 2010 و2015، إضافة إلى تهم بالاحتيال وخيانة الثقة في اليابان.