منذ شهر تقريباً أطلق متعهد مطمر النفايات في الجديدة داني خوري الصرخة مناشداً مجلس الإنماء والإعمار لتأمين الحماية الأمنيّة لعماله وآلياته من نابشي النفايات الذين يدخلون المطمر بالمئات ويعيقون سير الأعمال، بهدف جمع المواد القابلة لإعادة التدوير وبيعها بالعملة الصعبة، أي بما يعرف بـ”الفريش دولار”. يومها وبعدما أقفل خوري المطمر تحت ضغط هؤلاء، تدخل نائب المتن ابراهيم كنعان وأجرى سلسلة من الإتصالات أفضت الى تأمين الحماية للمطمر عبر القوى الأمنيّة وعناصر من بلديّة برج حمود وإتحاد بلديات كسروان–الفتوح.
بالأمس سقطت هذه الترقيعة سقوطاً مدوياً. عاد نابشو النفايات الى المطمر وبأعداد كبيرة، أعاقوا سير الآليّات، وبدأوا بسرقة موجودات المطمر الأساسية. سرقوا ثلاث مضخّات من مضخّات العصارة. سرقوا كميات كبيرة من العازل الموجود على أطراف الخليّة الصحية المخصصة لطمر النفايات. سرقوا المكيفات والمكاتب من مكتب الشركة القائم في مطمر الجديدة. كل هذه السرقات حصلت في ظلّ غياب عناصر بلديّة الجديدة واتّحادات بلديّات كسروان الفتوح، وفي ظلّ إنسحاب واضح وفاضح لعناصر قوى الأمن الداخلي. قيمة هذه السرقات بلغت 25 ألف دولار والمسروقات لا يمكن شراؤها أبداً إلا بالعملة الصعبة أي بالفريش دولار، لذلك لجأ المتعهّد مجدّداً الى مجلس الإنماء والإعمار، وأرسل كتاباً حصلت “النشرة” على نسخة منه محذّراً من عدم إستمرارية هذا المرفق الحيوي إذا لم تتحمل الدولة مسؤولياتها وتؤمن الحماية الأمنية لفريق العمل داخل المطمر. هذا الكتاب هو بمثابة تحذير أوّلي لأنّ شركة خوري لن تتأخر كثيراً قبل أن تعلن إعادة إقفال المطمر من جديد، وعندها ستغرق شوارع المتن وكسروان ومناطق من العاصمة بيروت بجبال النفايات التي ستتكدس بين الأحياء السكنية. شركة خوري أكّدت في كتابها أنّها غير قادرة على تأمين الحماية للمطمر وفي هذا السياق تكشف المعلومات أنّها حاولت الإستعانة بشركة أمنيّة خاصة ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل، إذ أن ما من شركة واحدة وافقت على العمل داخل المطمر الأمر الذي يكشف مدى خطورة نابشي النفايات الذين يتسللون بأعداد كبيرة ويعيقون حركة الشاحنات، وفي هذا السياق تكشف المعلومات أن مجموعة من نابشي النفايات إعتدت بالأمس على سائق شاحنة من شاحنات شركة رامكو ومنعته من إفراغ حمولة شاحنته قبل أن تنتهي المجموعة من جميع النفايات المرمية في المنطقة التي كانت الشاحنة تريد رمي حمولتها فيها.
عندما وصفنا الحل الذي تم التوصل اليه في مطمر الجديدة بالـ”ترقيعة” إنزعج البعض من وصفنا هذا، وراهن البعض الآخر على إستمراريّة هذا الحل للردّ على كلامنا. اليوم ومع سقوط ما إعتبره البعض حلاً، هل إقتنع عرابو هذه التسوية الهجينة بأنّ ما قاموا به لم يكن أكثر من ترقيعة على الطريقة اللبنانية؟.
على أمل أن يقتنعوا وألا يطّبلوا ثانية لإنجازات من هذا النوع والشكل والمضمون!.