اللبنانييون بلا أدوية مزمنة ومستعصية نقيب الصيادلة: المشكلة ليست عندنا

يعيش القطاع الصحّي والدوائي في لبنان أزمة عاصفة شأنه في ذلك، شأن كل القطاعات التي باتت في أزمة وجودية ربطاً بالتدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي بات يرمي بثقله على المشهد اللبناني، مع أسئلة مركزية تطرح عن مستقبل القطاع والقلق الجديّ والمركزي من احتمال الذهاب الى المجهول وفقدان أدوية لأمراض مستعصية ومزمنة يمكن ان تترك تداعيات كبيرة على الأفراد والمجتمع ، وسط حديث جدي اليوم عن اهمية قيام صناعة دوائية وطنية وتطوير الخيارات في هذا الاطار.

قال نقيب الصيادلة غسان الامين ان الازمة التي حدثت كانت متوقعة، ونحن كنا من الذين سعوا الى إصلاح السياسة الدوائية في لبنان والتي تعتمد على الماركات والشركات العالمية، في الوقت الذي تستعمل في أوروبا وأميركا الادوية النوعية التي تحمل التركيبة نفسها ولم يقم احد باي خطوة حتى سقطنا في أول امتحان وكان الحل هو الهروب الى الأمام من خلال دعم الدواء على سعر الصرف الرسمي على اساس الترقيع ولكن هذه المرة ولسبب طول المدّة أضحت سياسة الدعم عبئاً على الدولة، فاصبح الدواء يهرب نتيجة موقع لبنان الجغرافي وانكشافه بالاضافة الى عدم التنسيق بين القوى السياسية في لبنان…

اضاف: لذلك فالتغيير في السياسة الدوائية لا يحصل في كبسة زر، فثمّة مراحل لذلك على صعيد الجودة والنوعية، ومن ضمن الاساسيات الصناعة الدوائية الوطنية التي يجب أن تفعل باسعار تتناسب مع دخل الواطن اللبناني، والحلول المطروحة تتمثل بدعم ادوية الامراض المزمنة والمستعصية، مع رفع الدعم على ادوية اخرى اقل اهمية، وفي خضم هذا المشهد لا يمكن ان تطلب من الصيدلي ان يبيع الادوية بسعر وشراءها بسعر مضروب باضعاف واضعاف.

واشار الى انه لا يمكن ان يكون الصيدلي ضحية العيد، وحتى المستوردون لا يحتكرون وهذا مؤكد وفق قراءتنا والمعطيات التي بين ايدينا. واكد الأمين أنه عندما يعجز المصرف عن الدعم، ويعجز المستوردون عن تلبية المواطن بما يتلاءم مع دخله، سنضطر الى شراء ادوية من دول تبيع ادوية نوعية بسعر جيد وفق جودة ومعايير علمية دقيقة، وهذا ما بدأت به الوزارة بما يخفف من اعباء المشهد وكل المشهد السابق مرتبط بالوضع السياسي الذي يرخي بظلاله على المشهد الاقتصادي وبالتالي هذا القطاع الحيوي والمركزي وسواه، لذلك فالحلول مرتبطة ببعضها ولن نوفّر جهداً للقيام بما يلزم في هذا الصدد.

الصيدلانية سميرة الحلبي قالت أن ثمة ازمة كبرى تتمثل في تشكيك الناس في مصداقيتنا ، فالبعض يرمينا بتهم الاحتكار بالاضافة الى الخسارة المادية الكبيرة التي مُنينا بها، فنحن بعنا الادوية على سعر الصرف الرسمي، وانت ستقوم بشراء الادوية على سعر الصرف الحالي، وما هو مهم في هذا الموضوع ان المواطن غير قادر على شراء ادوية بالاسعار الباهظة، هذا اذا توافرت هذه الادوية التي لا يمكن تستمر حياة الناس بدون القسم الكبير منها، لذلك فنحن في موقع لا نحسد عليه، وحذار أن تضعنا السلطة في مواجهة الناس، لاننا منهم وندرك جيدا كل تفصيل يحدث في حياة اهلنا.

جورج وهو صيدلي في بيروت، يؤكد أنه يفكّر ملّياً في اقفال صيدليّته، اذا استمرت الامور على ما هي عليه، معتبراً ان ثمة حلبات مصارعة يومياً مع المرضى ، الذين لا يدركون البتة اننا لسنا مصنع ادوية بل ننفق ما يصل لنا منها على زبائننا، لذلك فاقحامنا في هذا المشهد قد يؤثر على هذا القطاع ويجعلنا نعيد النظر مع مجموعة كبيرة من الزملاء في امكانية البقاء في لبنان، والبحث عن مهن اخرى نقول ذلك بأسف لأننا عندما امتهنا هذه المهنة، امتهنّاها كرسالة وليس كمهنة للاسترزاق فسحب.

 

 

 

مصدرجريدة الديار - زياد العسل
المادة السابقةمنافس صيني جديد لسيارات Corolla
المقالة القادمةوسقطت الترقيعة في مطمر الجديدة: نابشو النفايات سرقوا المضخات والعازل والمكيّفات !