5 خصائص للأسواق الناشئة

الدخل المنخفض، ومعدلات النمو الاقتصادي السريعة، والتذبذب المرتفع، وتقلبات العملة، والعوائد العالية المحتملة.

الأسواق الناشئة هي الدول التي تستثمر في قدرة إنتاجية أكبر، وتبتعد هذه الدول عن اقتصاداتها التقليدية التي تعتمد على الزراعة وتصدير المواد الخام. ويرغب قادة البلدان النامية في خلق نوعية حياة أفضل لشعوبهم، فيتجهون إلى التصنيع بسرعة ويتبنون نظام السوق الحرة أو الاقتصاد المختلط.

وتعد البرازيل، والصين، والهند، وروسيا من أبرز الأمثلة على الأسواق الناشئة. وهناك 5 خصائص رئيسية تتسم بها الأسواق الناشئة وهي الدخل المنخفض، ومعدلات النمو الاقتصادي السريعة، والتذبذب المرتفع، وتقلبات العملة، والعوائد العالية المحتملة.

الدخل المنخفض يحفز النمو السريع

إن السمة المميزة الأولى للأسواق الناشئة هي أن دخل الفرد فيها أقل من المتوسط. ويعد الدخل المنخفض أول معيار مهم في خصائص الأسواق الناشئة لأنه يوفر حافزاً للسمة الثانية، وهي النمو السريع.

إن قادة الأسواق الناشئة على استعداد لإجراء التغيير السريع والتحول إلى اقتصاد أكثر تصنيعاً للبقاء في السلطة ومساعدة شعوبهم.

ويبتعد البنك الدولي عن تعريف البلدان «النامية»، وبدلاً من ذلك، يصنف البلدان حسب مستويات الدخل فيها.

ويبلغ دخل الفرد السنوي في البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى 4095 دولاراً أميركياً أو أقل. ويبلغ نصيب الفرد من الدخل في الاقتصادات مرتفعة الدخل 12696 دولاراً.

في العام 2021، بلغ معدل النمو للاقتصادات المتقدمة الرئيسية، مثل الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، 5.4%. بينما بلغ معدل النمو الاقتصادي في البلدان الناشئة والنامية في آسيا، مثل الصين، أكثر من 8%.

التغيير السريع يؤدي إلى تقلبات عالية

يؤدي التغيير الاجتماعي السريع إلى السمة الثالثة للأسواق الناشئة، وهي التقلبات العالية.

يمكن أن يأتي ذلك من ثلاثة عوامل: الكوارث الطبيعية، وصدمات الأسعار الخارجية، وعدم استقرار السياسات المحلية.

إن الاقتصادات التقليدية التي تعتمد على الزراعة معرضة بشكل خاص للكوارث، مثل الزلازل في هايتي، أو تسونامي في تايلاند، أو الجفاف في السودان.

لكن هذه الكوارث يمكن أن تضع الأساس لتنمية تجارية إضافية، كما فعلت في تايلاند.

وتكون الأسواق الناشئة أكثر عرضة لتقلبات العملة، مثل تذبذب قيمة الدولار. كما أنها عرضة لتقلبات السلع، مثل النفط أو الغذاء، ويرجع هذا إلى أنهم لا يملكون القوة الكافية للتأثير على هذه الحركات.

على سبيل المثال، عندما دعمت الولايات المتحدة إنتاج إيثانول الذرة في العام 2008، تسببت في ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية بشكل كبير، وقد تسبب ذلك في أعمال شغب بسبب الغذاء في العديد من بلدان الأسواق الناشئة.

عندما يقوم قادة الأسواق الناشئة بالتغييرات اللازمة للتصنيع، يعاني العديد من القطاعات السكانية، مثل المزارعين الذين يفقدون أراضيهم.

بمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات اجتماعية وتمرد وتغيير النظام، يمكن أن يخسر المستثمرون كل شيء إذا تم تأميم الصناعات أو تخلفت الحكومة عن سداد ديونها.

النمو يمكن أن يقود إلى تحقيق عوائد مرتفعة

يتطلب هذا النمو الكثير من رأس المال الاستثماري، ومع ذلك، فإن أسواق رأس المال أقل نضجاً في هذه البلدان مما نراه في الأسواق المتقدمة، وهذه هي السمة الرابعة: تقلبات العملة.

ليس لدى الأسواق الناشئة سجل قوي من الاستثمار الأجنبي المباشر، وغالباً ما يكون من الصعب الحصول على معلومات عن الشركات المدرجة في أسواق الأسهم لديها.

قد لا يكون من السهل بيع الديون، مثل سندات الشركات، في السوق الثانوية، وتزيد كل هذه الأمور من المخاطر، ويعني هذا أيضاً أن هناك مكافأة أكبر للمستثمرين الراغبين في إجراء بحث عميق.

وإذا كان هذا البحث ناجحاً، يمكن أن يؤدي النمو السريع إلى السمة الخامسة لهذه الأسواق، وهي عائد أعلى من المتوسط للمستثمرين.

ويرجع ذلك إلى أن العديد من هذه البلدان تركز على استراتيجية مدفوعة بالتصدير، فهم ليس لديهم طلب في الداخل، لذا فهم ينتجون سلعاً استهلاكية منخفضة التكلفة للتصدير إلى الأسواق المتقدمة. وستحقق الشركات، التي تغذي هذا النمو ربحاً، يترجم هذا التفاعل إلى ارتفاع أسعار الأسهم بالنسبة للمستثمرين.

ويعني هذا أيضاً عائداً أعلى على السندات، والتي تكلف أكثر لتغطية المخاطر الإضافية لشركات الأسواق الناشئة.

ماذا يعني هذا للمستثمرين الأفراد؟

هناك العديد من الطرق للاستفادة من معدلات النمو المرتفعة والفرص المتاحة في الأسواق الناشئة، الأفضل هو اختيار صندوق الأسواق الناشئة. ويتبع العديد من الصناديق مؤشر MSCI أو يحاول التفوق عليه، هذا يوفر الوقت وكذلك الجهد في البحث عن الشركات الأجنبية والسياسات الاقتصادية.

كما أنه يقلل المخاطر عن طريق تنويع استثماراتك في سلة من الأسواق الناشئة المختلفة، بدلاً من الاستثمار في سوق واحدة فقط. ( المصادر:»ذا بالانس ماني، و»أرقام»)

 

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةمسؤولية وزارة المالية عن الانهيار… بين الاتهام المباشر والتفنيد الموضوعي!
المقالة القادمةدوافع صعود الدولار أقوى من “افتعالات” هبوطه