افتتح وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال النائب جورج بوشكيان اليوم الوطني للصناعات الغذائية الذي تنظمه نقابة أصحاب الصناعات الغذائية، بحضور رئيس النقابة منير البساط، رئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي ورئيس نقابة مربي الدواجن وليم بطرس.
وقال بوشكيان: “في كل مرة ألتقي فيها الصناعيين، أجد نفسي بين أهلي وأصدقائي. أهنئكم على تنظيم اليوم الوطني للصناعات الغذائية الذي درجت نقابتكم على أحيائه بالتزامن مع معرض هوريكا الذي أصبح مقصدا للمعنيين وأصحاب المهن والمهتمين والزوار. التهنئة مضاعفة لكم وللسيدة جومانا دموس وشركة هوسبيتاليتي سيرفيسز على المثابرة والتصميم والنجاح”.
أضاف: “أقصد نجاحكم في الصناعة والإنتاج والتسويق والمنافسة والتصدير في الأسواق العالمية. نجاحكم في إقامة المعارض في الخارج، وفي المشاركة في معارض دولية في أوروبا ودبي وأميركا، يعود الفضل الى السمعة التي بنيتموها، والجودة التي توصلتم اليها، والخبرات التي اكتسبتموها، والمهارات التي طورتموها، والآلات التي حدثتموها، وتأهيل قدرات العاملين في مؤسساتكم حيث أسستم عائلة متماسكة بين أرباب العمل والموظفين”.
وتابع: “تفوقكم وإبداعكم هما نتيجة تاريخ طويل من الكد والعمل الدؤوب والقدرة على مواجهة التحديات والابتعاد عن روح الاستسلام والتراجع، هما إرث عائلي موروث خلال أجيال. لقد شهدت الصناعة اللبنانية أكثر من نهضة، وبلغ عمر بعض المؤسسات أكثر من مائة عام، وهي مستمرة بقوة وتوسع أكبر. أما انتقال بعض المصانع الى الخارج، فما هو إلا فتح فروع لها في الخارج، باستثناء القلة القليلة التي أقفلت أبوابها هنا لأسباب مختلفة، وعملها في الخارج هو ضمن أهداف الشركة التوسعية والاستراتيجية لتطال أسواقا أبعد وأكبر”.
وأشار الى أن “الصناعات الغذائية اللبنانية تحتل مرتبة متقدمة بين الصناعات اللبنانية من حيث الشهرة والإنتاج والتصدير، وهي تحمل أكثر من علامة تجارية معروفة عالميا مرتبطة بالمطبخ اللبناني وما يعرف باللغة المحكية “السفرة” اللبنانية”.
وقال: “لقد زرت في الأشهر الماضية أكثر من مصنع يمثل قطاعات غذائية متعددة، وتعرفت بإعجاب على مدى تقدم هذه المصانع والتزامها بالمعايير والمواصفات وشروط التصنيع الجيد. صدقوني إن العمل الجيد يعود بالربحية المضاعفة لكم، ويؤمن الديمومة والاستمرار، وتبنون عبر هذا الأداء الثقة، وتعززونها مع زبائنكم، فتصبح العلاقة بين المورد والمستورد علاقة متينة يصعب خرقها”.
أضاف: “لا أقول إن الأمور وردية والوضع بألف خير، فلبنان يمر بمرحلة انتقالية وهو غير مستقر سياسيا بسبب التجاذبات القائمة، وتجاوز إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، إن كان على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية أو انتخاب المجالس البلدية والاختيارية. الانتخابات علامة صحية وصحيحة مطلوبة لتجديد الطبقة السياسية وفق آراء الناخبين. وعند إتمام الاستحقاق الرئاسي، من المفترض أن تبدأ الحكومة العتيدة بمسيرة إصلاحية وورشة بناء، بإشراك المغتربين اللبنانيين الذين هم ثروة لبنان الحقيقية”.
وتابع: “لطالما انتظرنا استكشاف واستخراج النفط والغاز الذي سيحصل قريبا، إلا أن ثروة لبنان الأهم تكمن في طاقاته البشرية الذكية والمتعلمة والتي تتحلى بالمرونة. لذلك لا خوف على لبنان بوجود أمثالكم، أنتم تمثلون صناعة الغد ومستقبل الجيل الجديد. حافظوا على أبنائكم في لبنان، وأقنعوهم بعدم السفر بهدف الهجرة. لبنان سوف يقوم لبنان حتما، فقد مرت ظروف أصعب في الماضي، وقام آباؤنا بنهضة عمرانية وثقافية لا مثيل لها، جعلت وطننا صلة وصل بين الشرق والغرب”.
وختم: “نحن جماعة مقاومة صناعية ولدينا الإمكانات والقدرات الكفيلة بإعادة لبنان مركزاً ساطعاً ومنيراً ومشرقاً على ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.