الأنظار تتجه إلى بيروت: جديد التدخين وتشريع الحشيشة.. و15 دقيقة ذهبية!

تتجّه أنظار الأطباء والباحثين والطلاب ومعظم العاملين في المجال الصحي وحتى الصحافيين إلى حدثٍ طبي لبناني، عربي وعالمي، سيستمرّ لمدة 6 أيّام في بيروت، وتحديدًا من 30 حزيران الى 5 تموز، سيجتمع خلاله كبار الأطباء اللبنانيين والعرب، ومعظمهم تخرّجوا ثمّ طبعوا بصماتهم في الخارج، ليكشفوا عن أبحاث ودراسات جديدة ويتطرّقوا إلى مواضيع شبه غائبة عن التداول في لبنان.
الحدث عبارة عن مؤتمر يمكن لأي طبيب يرغب بالتعرّف إلى ما هو جديد في عالم الطب أن يحضره، كذلك بإمكان الجامعات والمستشفيات والمراكز الطبيّة إرسال ممثلين للمشاركة والتعرّف إلى الأطباء المشاركين وما سيقدّمونه، لإغناء المسيرة العلميّة للطلاب والمتدربين والعاملين في القطاع الصحي.
بحسب معلومات “لبنان 24″، فإنّ هذا المؤتمر سيُقام في الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع الجمعيّة الطبية العربية الأميركية الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية، وسيتمّ التركيز خلاله على الصحة العقلية والنفسية والجسديّة. وهذا ما تحدّث عنه الدكتور حسّان فهمي الذي عملَ على تنظيم المؤتمر، موضحًا أهميّة عمل هذه الجمعية التي تجمع الأطباء العرب واللبنانيين في الولايات المتحدة الأميركية منذ السبعينيات، وتعقد مؤتمرات سنويّة، كان آخرها في القاهرة، وتسعى إلى إنشاء مساحة للأطباء للتبادل العلمي والأكاديمي، إضافةً إلى أنّها تجمعهم على الصعيد الإجتماعي، ولفت الى أنّ هذا العام مثلاً سيزور الأطباء جمعيّة “أنيرا” التي تساعد اللاجئين في الشرق الأدنى، والتي يحشد لها الأطباء الدعم والتمويل خاصةً أنّها تتمكّن من الوصول الى الفلسطينيين في الداخل وفي المخيمات ومؤخرًا بدأت بمساعدة النازحين السوريين. كذلك فقد كان لأعضاء الجمعيّة الطبية العربية الأميركية الوطنية دور إنساني وطبي خلال حرب العراق، أمّا في سوريا فقد عملت مع النازحين في المخيمات الحدوديّة مثل مخيم الزعتري. كما سيزور الأطباء هذا العام جمعية “أطفال الصمود” ومؤسسة عامل.

وعن المؤتمر قال الدكتور فهمي إنّ المدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمّار سيفتتحه، وبعده سيتحدّث البروفيسور غازي الزعتري وهو رئيس دائرة الباثولوجيا والطب المخبري في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت عن آثار التدخين، بقالب حديث ودراسات جديدة تهمّ المدخنين والأطباء المتخصصين بأمراض الرئة والسرطانات الناجمة عن التدخين، من بعده ستتحدّث الدكتورة نضال مقدّم وهي رئيسة اللجنة العلميّة في المؤتمر عن الإنهاك الوظيفي والتعب من العمل الذي يتسبب بكآبة والذي صنّفته منظمة الصحة العالمية منذ أيام أنّه مرض رسميًا، وعن هذا الموضوع قالت لـ”لبنان 24″: “كثيرون يتناسون التعب والإرهاق من أجل الراتب.. لكن يجب أن يدرك الناس خطورة الإرهاق، فهو مرض رسمي الآن، ويجب أن يُدرك اللبنانيون ذلك”.

ومن بين المتحدثين أيضًا الدكتور طارق راجي وهو رئيس قسم الصحة النفسية في جامعة تورونتو، والذي سيتطرّق إلى الخرف والأمراض العقلية وكيفية التعامل مع فقدان الذاكرة، فمتوسّط العمر زاد خلال الـ20 عامًا الماضية، ومعه ارتفعت معدّلات الخرف والألزهايمر، كما تقول بعض الدراسات إنّ النساء يعشن 6 سنوات أكثر من الرجال.

وفيما لا يمكن تجاهل أثر النزاعات على الصحة النفسية لا سيما وأنّ البعض يقول إنّ 40 طبيبًا نفسيًا فقط موجودون في سوريا حتى الآن، سيتطرّق الدكتور جوزيف خوري إلى الصدمات النفسيّة بسبب الحروب والإرهاب، وستكشف الدكتورة في قسم الطوارئ في مستشفى الجامعة الأميركية عن تقنية طوّرتها ليكون القسم جاهزًا خلال 15 دقيقة “ذهبيّة”، بحال وقع أي حدث مفاجئ في لبنان، كالتفجيرات مثلاً.

من جانبه سيتناول الدكتور هاشم السراج وهو رئيس جمعية أطباء الجهاز الهضمي في الولايات المتحدة الأميركية عن الأمراض الهضمية وسيخصّص حديثه عن الحرقة التي يعاني منها كثيرون في لبنان.

وستتحدّث الدكتورة رولا السراج، وهي رئيسة الطب النسائي في مركز مايكل دبغي عن أمراض خاصّة بالنساء، وبحسب رئيسة اللجنة العلميّة الدكتورة نضال مقدّم، فإنّ السراج دُعيت من قبل الكونغرس لتتحدّث عن تجربتها في العمل مع الجنديات في الجيش الأميركي، وستشرح خلال المؤتمر الفرق طبيًا وفي الفحوصات والأمراض بين النساء والرجال.

وشدّدت مقدّم على أنّ مستوى الطب في لبنان متقدّم جدًا، ولكن هناك بعض المواضيع التي سيتطرّق لها المؤتمر غير مطروحة بشكل واضح في لبنان، مثل تأثير الحروب على الصحة الجنسية والنفسية لدى النساء، ولفتت الى أنّ رئيس الجمعية العربية للأمراض النسائية والتوليد الدكتور فيصل القاق سيتطرّق لهذا الموضوع، أمّا الدكتور إياد ضاهر فسيتحدّث عن نبتة الحشيشة وكيف تغيّر استعمالها بعد تشريعها في عدد من الولايات الأميركية، وبدأ البعض يزيد مكوّنات اليها من أجل رفع الوزن، وبالتالي تسبّب هذا التغيير بأمراض جديدة، على اللبنانيين معرفتها كي لا يظنونها أمراضًا نادرة بحال تمّ تشريع الحشيشة.

توازيًا، سيتحدّث الدكتور فادي معلوف عن الصحة العقلية لدى الأطفال، أمّا الدكتور فؤاد شعيب سيتطرّق إلى اضطرابات النوم والقلق، وستشرح الدكتورة هلا فليحان حلاوي عن تجربتها في التعامل مع اللاجئين وتعليمهم المهارات الرقميّة.

إذًا سيتناول المؤتمر المشاكل العقلية والصحة النفسية التي لم تأخذ نصيبها بعد في لبنان، وهناك المزيد من الأطباء الذين سيتحدّثون عن آخر الإتجاهات العلميّة المتطوّرة والمتقدّمة في الطب، علمًا أنّ المنظمين يرحّبون بأي جهة تقدّم الرعاية لإنجاح المؤتمر، كي تصل الخبرات لأكبر عدد ممكن من الأطباء والمواطنين، لتعزيز المعرفة الطبية الحديثة وتشديد صلة الوصل بين كلّ ما هو جديد في حقل العلوم.

مصدرlebanon24
المادة السابقةشركة “نوكيا” ستكشف عن هواتف جديدة قريباً
المقالة القادمةحقائق “مخيفة” عن فرشاة الأسنان.. كيف تحمي نفسك؟