ورصدت الصحيفة في دراسة نشرتها أمس السبت تحركات أكثر من 70 ناقلة إيرانية منذ 2 مايو/أيار الماضي، عندما دخلت العقوبات الأميركية حيز التنفيذ.
ووفقاً للتحقيق، فإن 12 من الناقلات حملت النفط إلى الصين أو إلى شرق البحر المتوسط بعد 2 مايو الماضي، وأن حجم الشحنات التي تم توثيقها أكبر مما هو معلن، مما يؤكد الصعوبة التي واجهتها إدارة ترامب في استخدام العقوبات لجعل صادرات النفط الإيرانية عند مستوى الصفر بعد الخلاف مع الحلفاء والشركاء بشأن سياسة إيران.
وقال ريتشارد نيبو، الباحث في جامعة كولومبيا والمسؤول السابق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية أثناء إدارة أوباما إنه “لا يمكنك توجيه هذه الأنواع من التهديدات إذا لم تتمكن من تنفيذها، مما يجعل الإدارة تبدو ضعيفة وعاجزة”.
وأكد الباحث الأميركي أن “هذا يدل على وجود قيود على قوة الولايات المتحدة، فالصين وغيرها من الدول على استعداد للقول، لا، لن نكون تابعين للقيادة الأميركية”.
وقال نعوم ريدان المحلل في كليبر داتا التي تتعقب شحنات الخام العالمية إن “العقوبات لم تمنع إيران من نقل النفط إلى البحر المتوسط وآسيا”، مضيفاً أن “ناقلات النفط الإيرانية ترسو بانتظام في الصين، حيث تُظهر كل من صور القمر الصناعي وبيانات الموقع ناقلات إيرانية تبقى في الموانئ الصينية لعدة ساعات أو أيام”.
ودعا النائب الجمهوري ماركو روبيو إلى “تكثيف الضغط على منتهكي العقوبات الأميركية ضد إيران”، مؤكداً أن ” النظام الإيراني شحن ملايين البراميل من النفط إلى الصين بشكل صارخ”.
ووفقاً للباحث نيبو فإنه “من أجل تشديد الخناق على الصين، ستحتاج إدارة ترامب إلى معاقبة بنك الشعب الصيني أو البنوك الصينية الأخرى التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني”.
وأضاف أنه “يمكن للولايات المتحدة أيضاً معاقبة شركة الطاقة العملاقة سينوبك”، مشيراً إلى أن “فرض عقوبات على البنوك أو سينوبك ستكون له عواقب بعيدة المدى على التجارة العالمية وتعميق الفجوة بين واشنطن وبكين”.
وكانت الصين قبل انتهاء استثناءات العقوبات في 2 مايو تستورد 500 ألف برميل من النفط الإيراني يوميًا. وفي الشهر الماضي، انخفضت واردات الصين إلى حوالي 360 ألف برميل يوميًا، وفقًا لشركة كيبلر.
وتمتلك الشركة الوطنية الإيرانية للناقلات، والتي تستهدفها العقوبات الأميركية 11 ناقلة من أصل 12 تم رصدها، حيث تقوم الناقلات الإيرانية أحيانًا بإغلاق نظام التعرف التلقائي، مما يصعّب تتبعها، وفقاً للصحيفة.
وقامت عدة ناقلات إيرانية بالتوقف عن الإبلاغ عن مواقعها بعد عبورها قناة السويس، وتشير بيانات الشحن، وفقاً للصحيفة أنها قامت بتفريغ حمولتها في شرق البحر المتوسط، وقال محللون إن الوجهات قد تشمل سورية أو تركيا.
وترسو بعض الناقلات المحملة بالنفط في الخليج العربي استعداداً للتحرك عندما يمكنهم العثور على مشتر، خاصة أن إيران تبيع بعض الخام بسعر مخفض.
وتؤكد الصحيفة أن بعض الدول التي تراقب استمرار واردات الصين من النفط الإيراني قد تبدأ في الضغط على إدارة ترامب لمنحها استثناءات، أو ربما تقرر المضي قدماً وشراء النفط، حتى لو سراً، ففي يونيو/حزيران الماضي وبعد اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن آبي أخبره بأن “اليابان مهتمة بمواصلة شراء النفط الإيراني”.