في غضون ذلك تتجه كل الأنظار الى ما ينتظر لبنان من تصنيف إئتماني على المستوى العالمي نهاية الشهر الجاري، حيث يحل حاليا في المرتبة (B-) وربما يأتي التصنيف الجديد في المرتبة (C) نتيجة الشلل الحكومي وعدم قيام لبنان بأي خطوة من شأنها تحسين واقعه الاقتصادي والمالي، وهو أمر يصفه بعض الخبراء في غاية الخطورة على المصارف بالدرجة الأولى، وعلى معدلات الفوائد، وأسعار السندات اللبنانية، وآليات القروض، والتحويلات من الخارج، وتعاطي الجهات المانحة مع لبنان الذي قد يؤدي تصنيفه بمرتبة (C) الى وضعه في خانة الدول الفاشلة إقتصاديا وماليا، وهو أمر يؤكد كثير من الخبراء أن تداعياته ستكون كارثية على البلد.
ويرى بعض الخبراء أن على وزارة المالية أن تقدم خطة مالية واضحة للعام 2020، وأن تعلن عن كيفية معالجتها للدين العام وأن تكشف عن خطة الاصلاح المالي التي ستتبعها، لافتين الانتباه الى أن ثمة قلة خبرة في التعاطي مع وكالات التصنيف التي تريد وضوحا كاملا في الأسئلة التي تطرحها سواء على صعيد الادارة السياسية أو الادارة المالية والاقتصادية.
وتقول أوساط سياسية مطلعة: إن البلد على شفير الانهيار ولا من يبادر الى الانقاذ، لافتة الانتباه الى مسؤولية العهد في حماية لبنان وإقتصاده وماليته العامة، خصوصا أنه في حال وصل التصنيف الى المرتبة (C) فإن التحديات ستكبر والمخاطر ستزداد، ما يحتاج سريعا الى إنعقاد مجلس الوزراء والسير بالاصلاحات التي تم لحظها في الموازنة العامة، لأنها تعطي بعضا من الايجابية على صعيد هذا التصنيف، وتساهم في الافراج عن قروض مؤتمر “سيدر” التي يخشى البعض أن تكون “سرابا يحسبه الظمآن ماء”..