IMPACT… نجاحها يقود إلى الحكومة الإلكترونية وفشلها يفضح البيانات الشخصية

ساهمت أزمة كورونا بانضاج “طبخة” التحول الرقمي على الصعيد الرسمي. الجهود الحثيثة التي بذلت في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ العام 2018 باطلاق “استراتيجية التحول الرقمي في لبنان”، ومن ثم تخصيص تكنولوجيا المعلومات بوزارة دولة في العام 2019، تفتّحت في نيسان 2020 إنطلاقاً من مبدأ “الحاجة أم الإختراع”. فولدت منصة البلديات والوزارات المشتركة للتقييم والتنسيق والمتابعة IMPACT.

في الشكل تتواجد المنصة في مبنى التفتيش المركزي، وهي تشغل طابقاً مزوداً بأحدث التجهيزات التقنية. وقد ساعدت الحكومة البريطانية على تأسيسها ودعمها بمبلغ 400 ألف جينه استرليني. وهي تدار من فريق عمل لبناني مؤلف من حوالى 35 مهندساً ومختصاً في الإحصاءات وتكنولوجيا المعلومات. أمّا في المضمون، فقد توسع عملها سريعاً من تعزيز التعاون بين البلديات والوزارات في متابعة فيروس كورونا، لتشمل مواضيع تمسّ بالحوكمة والإنماء بشكل عام. حتى باتت تشكّل اليوم المنصة الحكومية الإلكترونية الأولى في لبنان.

الإيجابيات الكثيرة التي استطاعت IMPACT تحقيقها في وقت قياسي تتطلب العمل الجدي، على إقفال بعض الثغرات التي رافقت إنطلاق عمل “المنصة”، وتطويق تلك التي من المحتمل ظهورها في المستقبل. وذلك قبل أن تزداد المشاكل تعقيداً، مع توسيع نشاطها ورفدها بالمزيد من المعلومات والبيانات. وعلى الرغم من أن “منطق الأمور كان يفترض وجود حكومة إلكترونية، تنطلق من قاعدة بيانات أساسية وبديهية لعدد السكان، ومن ثم العمل على خلق منصة إلكترونية، فقد بدأت الأمور معكوسة، بطريقة قد تهدد استمرارية هذه المنصة بشكل محترف وإمكانية حمايتها من الخروقات والمشاكل”، يقول الخبير في الأمن الإلكتروني غسّان بلطه جي.

حماية قاعدة المعلومات وخصوصيات المسجلين على “المنصة” من الخروقات تعتبر إحدى أهم التحديات التي تواجهها. فعدا عن أن انطلاقتها لم تراعِ أبسط معايير الحماية لـ”داتا” البيانات، حيث كانت الروابط الداخلية في اليوم الأول مكشوفة، ومن الممكن أن يكون قد جرى تحفيظها لاستغلالها لاحقاً، فان التعديلات التي أدخلت عليها لا تزال غير كافية”، بحسب بلطه جي..

هذا بالإضافة إلى توفيرها قاعدة بيانات شفافة ومنظمة في مختلف المجالات الصحية والإجتماعية والبيئية وغيرها الكثير من المجالات التي من الممكن إضافتها. لكن بالإضافة إلى كل المعـوقات التقنية والسياسية، فان مشاكل هذه المنصة حالياً قد تكون أبسط بكثير، وهي تتلخص بحسب احد المتابعين بـ”توفير مادة المازوت لمولد التفتيش المركزي لإبقائها تعمل.

مصدرنداء الوطن - خالد أبو شقرا
المادة السابقةالتعبئة العامة… التوصيات الجديدة للجنة كورونا
المقالة القادمةالخريطة الألمانية للمرفأ… تنتظر الإصلاحات!