INWRDAM: نوافذ أمل لمستقبل آمن

على وقع توقعات لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا” بأنّ التباطؤ الإقتصادي نتيجة كورونا سيدفع 8.3 ملايين شخص إضافي في هذه المنطقة نحو خط الفقر، يرى الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا أنّ مشاكل منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا “قابلة للحل، وهي تحتاج الى السياسات أكثر من السياسة”.

ويقول الحسن خلال رعايته أعمال المنتدى الدولي الـ12 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM)، تحت عنوان “ترابط المياه والطاقة والغذاء والبيئة للأمن الإنساني لعصر ما بعد الجائحة” في عمّان: “إنّ مكتسبات عقود من التنمية تبددت بسبب تداعيات كورونا، ولا سيما في مجال مكافحة الفقر وفقدان فرص العمل”، داعياً الى ضرورة إعادة النظر بأهداف التنمية المستدامة وتطبيقها بشكل متناغم بخلاف ما هو واقع الحال اليوم، حيث يتمّ العمل على كل هدف من الأهداف الـ17 بمعزل عن الآخر”.

في الشق العملي، تخلل المؤتمر عرض لتجارب دول عربية وإسلامية نجحت في تحقيق الترابط بين المياه والطاقة والبيئة. البداية مع INWRDAM ممثلة بمشروع الصحراء الذكية، في مرتفعات الأردن في محافظة المفرق وشمال شرق البادية، والذي يهدف الى تحسين أداء المزارع القائمة عبر استخدام التقنيات الحديثة لجعلها أكثر إنتاجية وكفاءة في استخدام المياه، تحسين ظروف عمل المزارعين والعمال، والمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للاجئين السوريين والأردنيين المستضعفين في القطاع الزراعي، وبالتالي تعزيز قدرة المجتمع على الصمود من خلال تحفيز النمو الإقتصادي المحلي.

إنّ “ما يميّز هذا المشروع أنّه يتحدد بناء على حاجات السوق. نحن نطلب الى المزارع ان يزرع ما يحتاجه السوق، والمزارع لا يحتاج ان يقلق على تسويق محصوله”. واللافت في هذا المشروع المُمول من الوكالة الفرنسية للتنمية، أنّه يكرّس مفهوم أنّ تحقيق التنمية المستدامة لا يمكن من دون مساعدة القطاع الخاص، والقطاع الخاص مستعد للشراكة عندما يدرك المنافع المرتقبة، ويطمح بتسلّم المشروع وضمان استدامته.

أمّا في تونس، فالمجتمع المدني شريك في تحقيق الترابط المنشود، ووعي المواطن يبدأ من الفلاح الى آخر سلم في الإدارة. ويقول البروفسور حمادي حبيب من وزارة الزراعة والموارد المائية ومصايد الأسماك: “إنّ الفلاحة تستخدم 80% من الموارد المائية في تونس. الفلاح شريك أساسي في مشروع الري قطرة قطرة (الري بالتنقيط)، فإذا ساهم الفلاح بنسبة 1% من المشروع يمكن ان يدافع عنه. فضلاً عن وجود تواصل بين البحث العلمي والادارة على مشاريع التخرج، إذ يتمّ ربط البحث العلمي بالمشاكل الحقيقية الموجودة في الإدارة”.

بالإنتقال إلى ضفة الخليج، تعمل المملكة العربية السعودية على تحقيق ترابط المياه والطاقة والغذاء والبيئة من خلال استراتيجيتها لقطاع مياه مستدام يُنمي الموارد المائية، ويصون البيئة، ويوفر إمداداً آمناً، وكفاءة تسهم في التنمية الإقتصادية والإجتماعية. وقد نجحت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإنشاء محطة تحلية هجينة تعمل بالطاقة الشمسية في مدينة رابغ، حسبما يؤكّد المهندس فاهد محمد السبيعي.

والجدير بالذكر أنّ هذا المؤتمر لا يقتصر على توصيف الواقع، بل يشكّل منصة لتوفير خطة عمل وشراكة بين الدول الأعضاء في الشبكة لمدة 5 سنوات مقبلة لمواجهة التحديات لمستقبل الأمن المائي، كما يؤكّد الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس مجلس إدارة INWRDAM الدكتور ضياء الدين عرفة.

مصدرنداء الوطن - مي الصايغ
المادة السابقة“طارت” الأسعار… والبطاقة التمويلية لم “تحطّ” بعد!
المقالة القادمةإردوغان يعزل 3 مسؤولين بالبنك المركزي… والليرة تهوي لمستوى قياسي جديد