إنخفض مؤشر مدراء المشتريات الرئيسي (BLOM PMI ) من 49.1 نقطة في أيلول إلى 48.9 نقطة في تشرين الأول، بسبب تأثير إلغاء الطلبيات على النشاط التجاري. وتعليقاً على نتائج المؤشر، قال الدكتور فادي عسيران المدير العام لبنك لبنان والمهجر للأعمال: تأثرت قراءة مؤشر مدراء المشتريات بدرجة كبيرة بالتوتر الجيوسياسي نتيجة الحرب التي اندلعت بين حركة «حماس» وإسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، حيث ارتفع منسوب القلق في البلاد نظراً للمخاوف من انخراط لبنان في الحرب. وتبعاً لذلك، أوجدت هذه التوترات الإقليمية مناخاً من انعدام الاستقرار الاقتصادي، الأمر الذي أثّر سلباً على قراءة المؤشر لشهر تشرين الأول 2023.
وأضاف: ما يثير الدهشة أنَّ سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي ظل ثابتاً، وحافظ على قيمته حيث أنَّ كل 1 دولار أميركي ظلَّ يساوي 89,700 ليرة لبنانية، على الرغم من الأحداث العاصفة التي تشهدها المنطقة. وأخيراً، وفي ظل هذه الأوقات الصعبة، فمن الأهمية بمكان مواصلة مراقبة التوتر الجيوسياسي الذي نتج عن الحرب ومحاولة تجنب عواقبها الوخيمة بقدر المستطاع».
نتائج الإستبيان…
أشارت بيانات تشرين الأول 2023 إلى تراجع كميات الطلبيات الجديدة المسجلة، لتمتد بذلك السلسلة الحالية لانخفاض الطلبيات الجديدة إلى ثلاثة أشهر. وكان معدّل تراجع الطلبيات الجديدة الأسرع منذ شهر شباط 2023 ومعتدلاً بوجه عام، وربطت الشركات المشاركة في المسح إلغاء الطلبيات الجديدة بالمخاوف الأمنية التي أثرت سلباً على مستوى الأعمال الجديدة الواردة. وانخفضت كذلك المبيعات للعملاء الدوليين بوتيرة أسرع قليلاً.
ونتيجة لذلك، أثّر الانخفاض في الأعمال الجديدة الواردة سلباً على النشاط التجاري لشركات القطاع الخاص اللبناني وانخفض مستوى الإنتاج بمعدّل أقوى مما كان عليه في شهر أيلول 2023.
وفي ضوء استمرار انخفاض الأعمال الجديدة الواردة، أشارت بيانات تشرين الأول 2023 إلى استمرار استنفاذ الأعمال غير المنجزة في شركات القطاع الخاص اللبناني. وكان معدّل انخفاض الأعمال غير المنجزة الأعلى منذ شهر كانون الثاني 2023. ورغم ذلك، حافظت أعداد الموظفين في شركات القطاع الخاص اللبناني على مسارها التصاعدي في شهر تشرين الأول 2023، مرتفعةً للشهر الثاني على التوالي.