أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه “لا خيار لنا إلا التوجّه الى صندوق النقد الدولي، وقد تستغرق المفاوضات معه وقتاً اضافياً يتعدّى نهاية العام الحالي. ولكن من خلال صندوق النقد يحظى لبنان بما أسمّيه اشارة معينة لكل الدول بأن لبنان قابل للتعافي ويجب دعمه”. وتابع: كل العالم لا يريد للبنان أن يسقط ومستعد لمساعدتنا، وعندما أقول العالم، فأنا أقصد أيضاً الدول العربية، وعلينا ان نقوم بالعمل المطلوب منا اولاً.
وأعلن ميقاتي انه سيدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء، وأنه أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون بذلك خلال اجتماعهما صباح أمس . وقال: “بات هناك اكثر من 100 بند على جدول اعمال مجلس الوزراء ما يقتضي الدعوة الى عقد جلسة قريبا لتسيير أمور الدولة، اضافة الى ضرورة الاسراع في اقرار الموازنة العامة وإحالتها إلى مجلس النواب لدرسها واقرارها بالتوازي مع اقرار الاصلاحات المطلوبة لمواكبة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي”.
وكان ميقاتي يتحدّث خلال زيارته مقر الاتحاد العمالي العام في حضور وزير العمل ابراهيم بيرم. وكان في استقباله، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر واعضاء الاتحاد. وقال الأسمر إن “رفع الدعم يجب أن يترافق مع خطط بديلة، من حجم البطاقة التمويلية والاستشفائية وأيضاً بطاقة للوقود يتم العمل بها في دول عدة. وما حصل أمس في السراي الحكومي من اعلان دولتك عن نوع من مبلغ مقطوع للقطاع العام نشكرك عليه وهو يشبه إضاءة شمعة في النفق المظلم.
بدوره قال ميقاتي، اليوم ليس بمقدورنا العودة الى الدعم لأن الخزينة العامة غير قادرة على التحمل. وأضاف: الاقتصاد يحتاج الى وقت لتصحيح نفسه. سبق ومررنا بهذا التضخم في أواخر التسعينات، ثم عادت الامور الى طبيعتها. من همومنا الاساسية معالجة الوضع الاجتماعي، وفي بداية الشهر المقبل ستبدأ عملية تسجيل العائلات وفي مرحلة اولى يمكننا تأمين المساعدة لـ 250 الف عائلة وفق مبالغ مؤمَّنة من البنك الدولي وقيمتها 245 مليون دولار، على ان تبدأ عملية الدفع نهاية العام الحالي او بداية العام المقبل.
واوضح أن “كل العملية ستتم إلكترونيا حتى لا يقال ان الاموال تدفع لاسباب إنتخابية، علما انني ووزير الشؤون الاجتماعية نتابعها بشكل مباشر. هناك ايضا مساعدات مخصصة لـ 40 الف عائلة تقيم في قرى ترتفع 700 متر عن سطح البحر، بمعدل 165 دولاراً لكل عائلة، ونجري حاليا الاحصاءات المطلوبة. اضف الى ذلك التعاون مع برنامج الامم المتحدة للغذاء الذي سيخصّص للبنانيين بدءاً من مطلع العام بمبلغ 600 مليون دولار.
في الموضوع التربوي قال: نجحنا في اطلاق العام الدراسي بالتعاون مع المعنيين، وشارفنا على حلّ موضوع اضراب الجامعة اللبنانية كي نبدأ العودة الى الحياة الطبيعية. وفي الشق السياسي قال ميقاتي: نلمس في كل لقاءاتنا الخارجية دعماً مطلقاً، يقابله تشنج داخلي لن يحبطنا وسنعمل على تجاوز الالغام والمطبات، اذ سأدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء، لتعود الامور الى طبيعتها.
أضاف: “أمس في اجتماع لجنة تداعيات الازمة الحالية على سير الادارات العامة، حصل نقاش واتخذنا قرارات موقتة، كما أن وزير الاشغال العامة أعدّ خطة للنقل عُرضت علينا وعلى البنك الدولي، وستتم متابعة هذا الموضوع على أمل تحقيق تقدم في هذا المجال من خلال خطة اصلاح الباصات الموجودة وشراء باصات جديدة.
أما في موضوع دعم الدواء، فقال: استمرينا في دعم ادوية الامراض المزمنة والامراض السرطانية لمدة شهرين، لكنها فُقدت من الاسواق، فإما ان الناس قامت بتخزينها في المنازل، او تم تهريبها، ولذلك سنظل ملتزمين بهذا الموضوع كي يأخذ كل مريض حقه، عبر حصر تقديم الدواء المطلوب أو ما يوازيه، بحسب رأي الطبيب، في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة على كل الاراضي اللبنانية وبشكل مجاني. وفي موضوع حليب الاطفال قال: تابعت هذا الموضوع منذ البداية وكان إصراري على دعمه، لكن تبين انه فُقد من الاسواق ويتم استعماله لاغراض غذائية في معامل الالبان والاجبان الموجودة.