إنتاج الورق لن يتوقف رغم التطوّر التكنولوجي.. بكداش: ستستمرّ 50 سنة

اكد نائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين ونائب رئيس نقابة الصناعات الورقية زياد بكداش ان استعمال الورق لن يتوقف رغم التطور التكنولوجي حيث نرى زيادة في استعمال الورق في فرنسا بينما يتراجع في المملكة السعودية واكد بكداش ايضا ان صناعة الورق ستستمر ٥٠ سنة اخرى قبل ان تضمحل وتغيب عن التداول.

وابدى تخوفه من استمرار اقفال السوق السعودية تجاه الانتاج اللبناني خصوصا ان صناعات ستحل مكانها اذا لم تتم المعالجة.

جاء ذلك في حديث بكداش على النحو الاتي :

برأيكم في ظل وجود الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي هل صناعة الورق ما زالت موجودة وكيف تنظرون الى مستقبلها؟

لا شك أن مستقبل الورق غير واعد لكن الأمر بالنسبة الينا يتعلق بالدول التي نتعامل معها وكيف تتعاطى في الموضوع ومن المستغرب ان استهلاك الدفاتر الورقية في فرنسا يتصاعد والسبب يعود الى حب الفرنسي للكتابة بينما في السعودية هذا الاستهلاك يتراجع وهو على حاله في بريطانيا . أنا أعتقد بأن هذا الأمر مرتبط بثقافة البلد لكن انحسار الصناعة الورقية تحتاج الى مزيد من الوقت لا يقل عن خمسين عاما على الأقل. علينا ايضا ألا ننسى أن بعض الدول كما في افريقيا ما زالت في بداية استعمال الإنترنت وكل ما يتبعه من وسائل التواصل الاجتماعي وغيره. لكنني أؤكد أن استعمال الورق لن يتوقف لكنه سيتراجع تدريجيا على مدى الخمسين سنة المقبلة. هل تراجع الاستهلاك المحلي للورق؟ حتى الآن لم نشعر ان هذا الاستهلاك قد ضعف اولا بسبب وجود النازح السوري الذي تؤمن له الأمم المتحده القرطاسية والدفاتر. ان الأرقام لدينا ما زالت مقبولة رغم ان استهلاك بعض المدارس للورق قد تراجع بينما ازداد استهلاك بعضها الآخر. صحيح ان وسائل التكنولوجيا باتت رائدة حاليا ومتقدمة إلا أن الكتابة على الورق ما زالت موجودة ولا يمكن مقارنة الكتاب والجريدة بالدفتر. ما الفرق بينهما؟ نحن باستطاعتنا قراءة كتاب او جريدة على الكمبيوتر او اونلاين وبسعر أقل خصوصا أن الصحافه الورقيه باتت ذات كلفة عالية وهي اغلى من كلفة البيع . اما بالنسبه للدفتر فالأمر مختلف ولا يمكننا إغفال لذة الكتابة كما ان وضع القرطاسية ما زال مقبولا مع العلم ان الطلب عليها سيخف تدريجيا على مستوى العالم ككل. هل أثرت جاءحه كورونا في الصناعة الورقية وكيف؟

لقد توقف عملنا أثناء فترة كورونا وانخفضت مبيعاتنا الى 60 او 70% لأن كل المدارس كانت مقفلة وكذلك كانت الأعمال بغالبيتها تتم اونلاين. ألا تعتقدون ان أزمة كورونا قد قوتكم بدل اضعافكم خصوصا بعد عودة الأمور الى سابق عهدها؟ أجل لكن الأزمة اثرت في العديد من القطاعات لا سيما القطاع التربوي المتعلق بالمدارس حيث كانت الدراسة تتم اونلاين .علينا ألا ننسى في كل الأحوال ان عددا كبيرا من الناس يفضل الكتابة على الورق بدل الكمبيوتر. هل اقفل عدد كبير من المصانع في لبنان وكيف تقيمون الوضع ككل؟ صحيح ان الصناعة اليوم تعتمد على الآلات والتكنوجيا لكنها تحتاج الى ميزات يجب توافرها في من يخوضها اذ عليه أن يمارسها بشغف وحب وإلا فلن ينجح فيها ومن لا يملك الطاقة والامكانات فهو لن يستطيع الاستمرار وسيضطر الى الإقفال والدخيل على المصلحه او من لا يحبها سيقفل بالنتيجة . كما ان التصدير مهم جدا في كل الصناعات وليس الصناعة الورقية فقط . حاليا في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان ازداد الاعتماد على الصناعة المحلية وخف الاستيراد من الخارج . لقد قويت الصناعة المحلية في لبنان . لقد بدأنا العمل في مصنعنا في العام 1955 بينما شركتنا التجارية موجودة منذ العام 1885 ونحن نصدر بحدود 40% من إنتاجنا لكن المشكلة الكبرى اليوم هي في اقفال السوق السعودي امام المنتجات اللبنانية وهذا السوق هو سوق ضخم كان يشكل ركيزة اساسية لصادراتنا. نحن نصدر انتاجنا الى أوروبا منذ فتره طويلة اما بخصوص السوق السعودي فقد نبهت الى المشكلة منذ أمد بعيد وطالبت بتصحيح العلاقة التجارية مع السعودية لكن دون جدوى وفي ظل غيابنا هذا سيحل مكاننا منافس آخر وقد سارعت تركيا الى دخول السوق وأخذ مكاننا على الفور خصوصا ان تركيا اليوم تعد كالصين في الشرق الأوسط ومن الصعب استرجاع مكاننا هذا.

ألا يوجد أمل ما اذا تم فتح السوق السعودي أمام المنتــجات اللبنانية؟ هذا الأمل مرهون بالمنتج وانا أؤكد أن حصتنا لن تتعدى 25% مما كانت عليه قبل العام 2018. لقد ظلمنا والحق علينا. لقد دعوتم لاعتماد الخطه «ب» أثناء الأزمة أفما زلتم عليها؟ اجل لأنه لا يوجد أفق للمستقبل حتى الآن في لبنان . لقد ذهبنا مع الهــيئات الاقتصادية وجمعية الصــناعيين الى معظم الدول العربية ووجدنا للأسف أننا تأخرنا كثيرا ولقد سبقونا بالإنتاج لكن ما زال يوجد امكان لدخولنا الأسواق وهذا مرهون بالمنتج فحسب واذا كان منتجا له مستقبل . ان الكل يتكلم عن استثمارات ضخمة بينما مصانعنا كلها صــغيرة ومتوســطة. انا اشجع على اعتماد الخطه ب وعلى ألا نترك لبنان وان نحافظ على خط او خطين من العمل في لبنان ونخرج بخط آخر الى الخارج تدريجيا على ان نحاول التنسيق بين الاثنين. علينا ألا نترك لبنان لعصبة الأشرار ولا مصلحة لنا بترك بلدنا…

 

 

مصدرالديار - رشا يوسف
المادة السابقةوزارة الصناعة: طن الترابة السوداء بـ 7.350.000 ليرة
المقالة القادمةأسعار الدخول الى المسابح والمنتجعات السياحيّة بالدولار… ونار!