الشركات تستثمر مئات المليارات لكسب عشّاق السيارات

برزت في الأشهر الأخيرة خطط وبرامج تطويرية عديدة كشفت النقاب عنها شركات السيارات العالمية، في إطار احتواء ما أمكن من التأثيرات السلبية التي تعرّض لها قطاع السيارات، ولا يزال، وكل ذلك بأرقام كبيرة جدا، وإن اضطرت بعض الشركات إلى تقليص إنتاجها الهائل بسبب أزمة الرقائق التي من المتوقع أن تستمر في المدى المنظور وربما تستفحل لاحقا.

في هذا الشهر، سبتمبر/ أيلول، برز على هذا الصعيد توقع “تويوتا موتور” اليابانية إنفاق أكثر من 13.5 مليار دولار بحلول العام 2030، في سبيل تطوير بطاريات وأنظمة توريد بطاريات، سعياً لتحقيق مركز قيادي على مستوى تكنولوجيا مهمة للسيارات خلال العقد المقبل. “تويوتا”، التي تحتل مركزاً قيادياً في مجال تطوير البطاريات الكهربائية، قالت إنها تهدف لخفض كلفة بطارياتها بنسبة 30% أو أكثر من خلال المواد المستخدمة وأسلوب تصميم البطاريات.

وتتحرك أكبر شركة صناعة سيارات في العالم من حيث الحجم، والتي كانت رائدة بإنتاج سيارات هجينة تعمل بالبنزين والكهرباء من طراز “بريوس”، لتنفيذ أول خط للسيارات الكهربائية فقط العام المقبل.

وفي سياق متصل، قالت “فولكسفاغن” الألمانية، ثاني أكبر شركة صناعة سيارات في العالم، هذا الشهر أيضا، إنها قد تضطر لزيادة الإنفاق لتحقيق التحول المزمع للقيادة الذاتية وبطاريات السيارات الكهربائية، علما أن الشركة تخطط لاستثمار 150 مليار يورو (178 مليار دولار)، في أنشطتها بحلول العام 2025.

كذلك، تخطط “المؤسسة الدولية الصينية لتصنيع أشباه الموصلات” SMIC، لاستثمار 8.87 مليارات دولار في بناء مصنع فى شنغهاي لتوفير احتياجاتها المحلية وسط النقص العالمي لهذه الرقائق، ووافقت على بناء خط إنتاج بطاقة 100 ألف من الرقائق شهريا مع توفير خدمات تكنولوجية ووحدة دوائر كهربائية وإلكترونية متكاملة.

كما أعلن العملاق الصيني التقني “شاومي” دخوله رسميا عالم صناعة السيارات من خلال تأسيس علامة “شاومي EV” جديدة للسيارات الكهربائية خلال الأيام الماضية. وتحظى العلامة الجديدة برأس مال موثق قدره 1.5 مليار دولار. وهي تهدف لاستثمار ما لا يقل عن 10 مليارات دولار خلال العقد القادم لتطوير التقنيات الكهربائية وأنظمة التوجيه الذاتي وصنع السيارات الكهربائية.

وقررت “بورشه” Porsche الألمانية لصناعة السيارات الفاخرة افتتاح أول مصنع لها خارج أوروبا، العام المقبل، في ماليزيا، في إطار سعيها لتلبية الطلب القوي في الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا. وفي أغسطس/ آب المنصرم، قررت شركة المركبات ذاتية القيادة “نورو” Nuru بناء مصنع في ولاية نيفادا، وتقول إنها جاهزة لإطلاق عشرات الآلاف من عربات التوصيل بدون سائق. والشركة ستبني منشأة بقيمة 40 مليون دولار لتجميع واختبار جيل جديد من المركبات ذاتية القيادة في ولاية نيفادا.

وفي السياق، أعلنت “نيسان” اليابانية أنها بصدد بناء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مدينة سندرلاند البريطانية بكلفة مليار جنيه إسترليني (1.38 مليار دولار)، كما تنوي استثمار 423 مليون جنيه إسترليني لإنتاج الجيل الجديد من السيارات الكهربائية بالكامل في المملكة المتحدة بناء على نجاح سيارتها الحالية “ليف”.

وستنفق “إنفيجن” 450 مليون جنيه إسترليني لبناء مصنع مجاور لمصنع “نيسان” الجديد بهدف توفير بطاريات لما يصل إلى 100 ألف مركبة سنويا. وكشفت “فولفو” عن نموذج مبدئي جديد لمركبة كهربائية باسم “كونسبت ريتشارج” Concept Recharge، يستعرض اتجاه التصميم المستقبلي لخط إنتاج الشركة السويدية مع تحولها نحو إنتاج السيارات الكهربائية تماما بحلول العام 2030. وللمرة الأولى على الإطلاق، سلمت الشركة الصينية الناشئة للسيارات الكهربائية “نيو” Nio أكثر من 8 آلاف سيارة في شهر واحد.

وفي يوليو/ تموز، قررت “دايملر” الألمانية استثمار أكثر من 40 مليار يورو، تعادل 47 مليار دولار، بين العامين 2022 و2030، لتطوير السيارات العاملة بالبطاريات الكهربائية، على أن تكون جميع منصاتها الجديدة مخصصة للمركبات الكهربائية اعتبارا من 2025.

وفي يونيو/ حزيران الفائت، توقعت شركة “سي.بي إنسايتس” البحثية، أن يبلغ حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية في العالم نحو 16.3 مليار دولار خلال عام 2021، بزيادة قدرها 28% عن عام 2020.

كما تخطط الشركة الصينية “إينفيجين غروب” Envision Group لإنفاق حوالي ملياري يورو (2.4 مليار دولار)، لإنشاء مصنع للبطاريات في شمال فرنسا، والتي ستشغل مجموعة من سيارات “رينو” الكهربائية.

وفي مايو/ أيار، أعلنت “لامبورغيني” أنه في العام 2024 ستكون كل سياراتها كهربائية بالكامل، ضمن خطة تحول ممولة بأكبر استثمار في تاريخ الشركة، على أن تتضمن خطة التحول استثمار 1.4 مليار يورو خلال 4 سنوات.

وفي مارس/ آذار، تعهدت شركات صناعة السيارات ومكوناتها باستثمار ما يصل إلى 250 مليار دولار لنشر استخدام المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة، ودعت إدارة الرئيس الأميركي جو بادين إلى حث الكونغرس على تمديد الإعفاءات الضريبية لمشتري السيارات الكهربائية.

وفي الشهر نفسه، قالت “فولكسفاغن” أنها تعكف على تطوير برمجيات تساعدها على دعم خططها في مجال صناعة السيارات الكهربائية ومنافسة “تسلا”، إذ تخصص استثمارات وشراكات في هذا المجال بأكثر من 30 مليار دولار.

مصدرالعربي الجديد
المادة السابقة“صرخة المودعين”: 4 ملايين لبناني لن ينسوا أموالهم لدى البنوك
المقالة القادمةلبنان: حكومة ميقاتي تتعهد باستئناف التفاوض مع صندوق النقد وتطبيق إصلاحات اقتصادية