الصفيحة بمليونيّ ليرة: زيت الزيتون للمغتربين و”البرجوازيين”

حلّ موسم قطف الزيتون وعصره، لكن في هذا الموسم تعصر الحسرة قلوب المستهلكين الذين أصبح التنعّم بخيرات الشجرة المباركة رفاهيّة لا تتوفر إلاّ لقلّة منهم. فبعدما وصل سعر صفيحة زيت الزيتون (20 ليتر) إلى 100$ تُحدّد حسب سعر الصرف اليومي، أي لامست مليوني ليرة لبنانية، وما يفوق ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجور في لبنان، ولّى زمن التنعّم بأبو المواسم، وبات يطلق عليه زيت الزيتون البرجوازي.

ورغم تراجع الموسم وانخفاض نسبة المبيع، لا يزال مزارعو الزيتون متمسكين بهذا التراث. لكن العائلات اللبنانيّة اليوم غير قادرة على شراء صفيحة زيت زيتون بمليوني ليرة. ومن كان يطلب في كل موسم 4-5 صفائح، بات يشتري واحدة فقط، مع العلم أنها لا تكفيه للموسم المقبل. ومن كان يطلب صفيحة أو اثنتين، يطلب غالوناً صغيراً. وبعضهم طلب 3 ليترات فقط. وطالت الأزمة أصحاب المطاعم. فبعدما كانوا يطلبون كميات كبيرة من زيت الزيتون سنوياً، باتوا يطلبون حاجتهم الشهرية فقط، نظراً للأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان.

وقام عدد من أصحاب المعاصر في منطقة بنت جبيل الجنوبيّة بتوصيل زيت الزيتون إلى أميركا وكندا. وذلك دعماً للموسم ولمشاركة المغتربين بهذا النتاج السنوي. وقد عممت أرقام أصحاب المعاصر المعنيّة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتم الاتفاق على تقسيم التسعيرة. فثمن الصحيفة 100$، أما كلفة توضيبها وشحنها فـ50 ألف ليرة لبنانيّة. وتكلفة الجمارك في المطار بين 35 و40$. وقد سمح للبنانيين أهالي المغتربين حمل الزيت في رحلاتهم الجوية، ويقوم أصحاب المعاصر بتأمين الشحن.

ولجأ بعض المواطنين إلى شراء زجاجات صغيرة من زيت الزيتون التي تعبئها الشركات، ليتفاجأوا بأسعارها الخياليّة. فغالون سعة 250 ملل في شركة لوميير 25 ألف ليرة لبنانيّة، وزجاجة سعة 490 ملل تسعّر بـ44 ألف ليرة لبنانيّة. وسعة 500 ملل بـ51 ألف ليرة لبنانية. أما زجاجة الـ750 ملل فتسعّر بـ70 ألف ليرة لبنانيّة. ونلاحظ أن سعر زجاجة الزيت النباتي 5 ليترات قد وصل 250 ألف ليرة لبنانية. أما غالون 4 ليترات فيسعر بـ180 ألف ليرة لبنانيّة. ونلاحظ هنا ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بسبب انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأميركي.

وعلت صرخات مواطنين تعرضوا للخداع والنصب من طريق شراء كميات من زيت الزيتون بأسعار مغريّة، ليتبيّن لاحقاً بأنه زيت مغشوش. ولما استعملوا الزيت أياماً لم تظهر أي مشكلة. ولكن بعد حوالى أسبوع، تغيّر لون الزيت وبات طعمه مراً. وأكد صاحب معصرة في قريتهم أن هذا الزيت مغشوش وممزوج بكمية قليلة من الزيت الجديد وكمية كبيرة من الزيت القديم. وقد حاولوا مراراً الاتصال بالبائع، ولكن خطه مقفل وخارج التغطية، ولا يعرفون عنه أي معلومات إضافية. فهو ليس من قريتهم. ومن الممكن انه يمارس ألاعيبه على كثرة من المستهلكين القليلي الخبرة.

مصدرالمدن - فرح منصور
المادة السابقةوزارة الاتصالات تثير مخاوف اللبنانيين: بيانات شخصية للبيع!
المقالة القادمةلأول مرة بالتاريخ: هجرة المدن وعودة اللبنانيين إلى الأرياف