الناس «طفرانة» والسياحة «عمرانة»… كيف؟

رغم ان جزءا كبيرا من الفنادق والمطاعم قد أقفل بشكل كامل نتيجة الوضع الاقتصادي، إلا ان السياحة الداخلية رائجة في الفترة الحالية ونسبة الإشغال في الفنادق وبيوت الضيافة في مختلف المناطق السياحية في لبنان مرتفعة، بعدما قرر اللبنانيون الاستغناء عن السفر الى تركيا او مصر للاستجمام واستبدالهما بالسياحة الداخلية محلياً. أوّلاً، لأن الدولارات لم تعد متوفرة، وثانياً لأن تلك الدول لم تعد تعتبر «أرخص» من لبنان، وثالثاً لأسباب وقائية من جائحة كورونا.

لكن السؤال الابرز الذي يطرحه كثيرون: كيف لا يزال المواطن اللبناني قادرا على إنفاق الاموال على السياحة والاستجمام والفنادق والمطاعم والمجمعات السياحية والبحرية، رغم تراجع قدرته الشرائية وفقدان معظم الرواتب والاجور قيمتها مقابل ارتفاع الاسعار على كافة الاصعدة؟ ومن هي الفئة او الطبقة الاجتماعية التي ما زالت تحافظ على نمط عيشها السابق مع العلم ان معدل الفقر ارتفع في لبنان وتبخرت الطبقة المتوسطة؟

قد يكون جزء من الجواب مرتبطاً بتحويلات المغتربين اللبنانيين الى عائلاتهم في لبنان وارتفاع القدرة الشرائية لتلك الفئة نتيجة انهيار سعر الصرف، بالاضافة الى فئة اخرى تتمثّل بالمصدّرين، مثل الصناعيين والمزارعين وغيرهم، والتي باتت تستفيد من دولارات التصدير بنسبة اكبر، بالاضافة الى الطبقة الميسورة في لبنان والتي زادت نسبتها.

في هذا الاطار، اكد نقيب أصحاب المجمعات السياحية البحرية والأمين العام لاتّحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي لـ»الجمهورية» ان السياحة الداخلية نشطة جدّاً حالياً «وهي ظاهرة غريبة» نظراً الى الأزمة المعيشية والأزمة المالية والاقتصادية التي تمرّ بها البلاد، معتبرا ان التفسير الوحيد هو «إمّا ان اللبنانيين ينتقمون من أنفسهم او انهم يحصلون على اموال من الخارج»، مشيراً الى وجود سياح عراقيين أيضا بشكل لافت خصوصاً هذا الاسبوع «وهو أمر مشجع». وبالنسبة الى ارتفاع الاسعار في القطاعات السياحية، أكد بيروتي انها تحتسب على سعر صرف الـ5000 و6000 ليرة رغم ان الكلفة التشغيلية والبضائع يتم شراؤها على سعر السوق السوداء.

من جهته، اكد نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ»الجمهورية» تراجع حركة السفر بنسبة 70 في المئة، لافتاً الى غياب الحجوزات والى ان حركة القادمين تقتصر فقط على العاملين في دول الخليج وافريقيا. في المقابل، قال عبود انّ 2 الى 3 في المئة فقط من اللبنانيين أصبح في مقدورهم السفر الى الخارج للسياحة والاستجمام، مؤكدا ان حركة المغادرين تقتصر على الطلاب والمهاجرين والموظفين في الخارج.

مصدرجريدة الجمهورية - رنى سعرتي
المادة السابقةطوابير “الذلّ” على نقطة بنزين… وصهاريج التهريب إلى سوريا شغّالة
المقالة القادمة“البنك الدولي”: أفريقيا تخسر 14 مليار دولار شهرياً جراء نقص إمدادات اللقاح