ملف البنزين مقبل على فوضى غير مسبوقة

يمهّد مصرف لبنان، عبر تسريبات من هنا وتلميحات من هناك، للتوقف عن بيع الدولارات لمستوردي البنزين، وفتح باب شراء الدولارات للشركات المستوردة من السوق. ما قد يساهم بشكل مباشر بارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء من جهة، وبتعزيز فوضى تسعير المحروقات بظل تغير سعر صرف الدولار من جهة أخرى.

بدأ مصرف لبنان عملية سحب يده من ملف دعم المحروقات منذ أشهر، عندما خفض نسبة الدعم إلى حدودها الدنيا، ليستكملها منذ قرابة الشهر بالتوقف عن بيع الدولارات لاستيراد المازوت. حينها بدأت وزارة الطاقة بتسعير المازوت المستورد بالدولار الفريش، واستمر مصرف لبنان ببيع المستوردين الدولارات المخصصة لاستيراد البنزين، لكن بأسعار تتقارب وسعر صرف الدولار في السوق السوداء.

أما اليوم، فيتجه مصرف لبنان جدّياً إلى وقف بيع الدولارات للمستوردين. ما يعني إبطال العمل بمنصة صيرفة. وفي حال تم هذا الأمر فإنه، وفق مصدر متابع، سيضطر المستوردون لسحب الدولارات من السوق السوداء لتمويل الاستيراد. وهذا الأمر سيرتب انعكاسات سلبية على أكثر من صعيد. الأول، سيدفع سعر صرف الدولار إلى مزيد من الارتفاع. وهو أمر متوقع. أما الأمر الثاني، وهو لا يقل خطورة عن الأول، فيتمثل بحال الفوضى التي سيتسبب بها هذا الأمر، لاسيما لجهة استحالة تسعير وزارة الطاقة للمحروقات. فالمستوردون سيسعرون المحروقات كل وفق سعر الصرف الذي استورد بموجبه. وهذا أمر لا يمكن ضبطه سوى بالتشدد بالرقابة على عمليات الاستيراد. وهو أيضاً أمر غير متوافر.

ويتوقع المصدر أن ترتفع أسعار المحروقات في المرحلة المقبلة، تماشياً مع ارتفاع سعر الصرف محلياً، وارتفاع سعر برميل النفط عالمياً. أما فيما لو توقف مصرف لبنان فعلياً عن تأمين الدولارات للمستوردين، فذلك سيُدخل سوق المحروقات في فوضى غير مسبوقة.

مصدرالمدن
المادة السابقةوزير الاتصالات: اقتراح بيع البيانات يحترم خصوصية المواطنين
المقالة القادمةدولار وزير الاقتصاد بـ12 ألفاً: استغباء اللبنانيين