أسواق العملات المشفرة تدخل عاما جديدا مليئا بالمطبات

تسللت أسواق العملات المشفرة إلى العام الجديد أملا في مقاومة التيارات المعاكسة التي عانت منها خلال العام الماضي، خاصة مع تداعيات فضيحة تلاعب شركة تداول العملات المشفرة أف.تي.إكس في أرصدة المتعاملين.

وسلط إفلاس ثاني أكبر منصة لتداول الأصول المشفرة الضوء على مخاطر الانكشاف على التعامل مع الأسواق الافتراضية، وأعطى دليلا آخر على تزعزع الثقة في العملات الرقمية التي لطالما حذر منها صناع السياسات النقدية.

وبعد أكثر من أسبوع من بداية 2023، أظهرت المؤشرات أن العملات الرقمية بدأت تستعيد عافيتها نوعا ما، لكن محللين يرون أنه من المبكر الحكم على نشاط هذه السوق.

وارتفعت القيمة الإجمالية للعملات المشفرة العالمية بنسبة خمسة في المئة لتصل إلى 871 مليار دولار منذ مطلع يناير الجاري. ومع ذلك لا تزال منخفضة بنسبة 57 في المئة عن هذا الوقت من العام الماضي.

وحظيت بيتكوين، وهي أشهر عملة رقمية وأعلاها قيمة، ببعض المكاسب مع ارتفاع قيمتها بواقع 4.3 في المئة، على الرغم من أنها عالقة في نطاق ضيق بين 16.5 ألف و17.3 ألف دولار.

ووفق منصة ريفينتيف إيكون، فإن أكبر عملة مشفرة في العالم تبدو ضعيفة بشكل مخيف، مع انخفاض تقلبها لمدة أسبوع إلى مستويات لم تشهدها منذ أكتوبر 2018.

ونسبت رويترز إلى فيتل لوندي كبير المحللين في شركة أركان للأبحاث قوله “سيكون 2023 عاما صعبا، حيث لا نتوقع اقتراب الأسعار من أعلى مستوياتها السابقة على الإطلاق”.

وأظهرت بيانات منصة كريبتو كومبار أن أحجام التداول الفوري للعملات المشفرة لا تزال صامتة على نحو مماثل بعد انخفاضها بنحو 48 في المئة في ديسمبر الماضي قياسا بالشهر السابق إلى 544 مليار دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2019.

وفي حين أن أحجام التداول المنخفضة شائعة في نهاية العام، إلا أن اللامبالاة في سوق العملات المشفرة قد تفاقمت بسبب “النزوح العام” لمستثمري التجزئة النشطين، وفقا لخبراء أركان.

ومع ذلك، فبالنسبة إلى بعض اللاعبين في السوق، تبدو الأصوات الخافتة جيدة بعد التقلبات التي تعرضت لها عملة بيتكوين خلال العام الماضي.

وقالت كالي كوكس محللة الاستثمار في منصة الاستثمار أي – تورو “أشعر بالتشجيع من الأرضية التي رأيناها تتشكل تحت عملة بيتكوين، وهذا يظهر أن هناك طلبا كبيرا حول مستوى 16 و17 ألف دولار”.

وفي خضم هذا كله، يتابع محللو هذه السوق التبعات والمآلات التي يمكن أن تفضي إلى خروج العملات المشفرة من النطاق السلبي التي تدور في فلكه.

غراف

 

ويشير ماركوس سوتيريو المحلل في شركة سمسار الأصول الرقمية غلوبال بلوك، إلى تضييق نطاقات بولينغر باند، وهو مؤشر تقني لتتبع الأسعار والتقلب على مخططات بيتكوين.

وقال إن “الأرقام في أدنى مستوياتها منذ شهر يوليو 2020، وقد سبق هذا التشديد تاريخيا تحركات قوية في الاتجاه الصعودي لعملة بيتكوين”.

وهذا السيناريو المحتمل ردده لوندي. وقال “نادرا ما تستمر فترات التقلب المنخفض هذه لفترة طويلة، وكانت فترات ضغط التقلب في السابق تميل إلى أن تتبعها تحركات حادة، حتى في الأسواق الراكدة”.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت معدلات التمويل لعقود بيتكوين الآجلة الدائمة إيجابية منذ التاسع عشر من ديسمبر الماضي، وفقا لبيانات منصة كوينغلاس، مما يعني أن المتداولين يراهنون على ارتفاع الأسعار وسيدفعون لإبقاء مراكزهم الطويلة مفتوحة.

ومن ناحية أخرى، تظل العملات المشفرة تحت رحمة رياح معاكسة للاقتصاد الكلي، حيث تدور المخاوف حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقال سوتيريو إن “التوقعات الاقتصادية الأضعف تعني أن الناس لديهم دخل أقل يمكن إنفاقه للاستثمار في ما يعتبرونه أصولا محفوفة بالمخاطر مثل العملة المشفرة”.

وأشار دالفير ماندارا المحلل والباحث الكمي في شركة ماركوهايف في مذكرة الخميس الماضي إلى أن “الخلفية الكلية لا تزال هبوطية بالنسبة إلى العملات المشفرة”.

وتواجه الشركات المشفرة تداعيات انهيار بورصة أف.تي.إكس التي أسسها سام بانكمان – فريد الذي اعتقل قبل أسابيع وتحقق معه السلطات الأميركية حول شبهات تلاعب بأرصدة المتعاملين في عمليات مضاربة ورهانات خطرة، مع اختفاء 8 مليارات دولار.

وبدأت بعض الشركات الكبرى في تسريح الموظفين في محاولة لتوفير التكاليف، بينما أبلغ بنك سيلفرغريت عن انخفاض قدره 8 مليارات دولار في الودائع المتعلقة بالعملات المشفرة، مما أدى إلى انخفاض أسهمه بنسبة 43 في المئة تقريبا.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةإصدارات الدخل الثابت تتقلص في الشرق الأوسط
المقالة القادمةالحرب تسحب أعمال أكبر البنوك الأميركية إلى دائرة الانكماش