أنقرة «تبتزّ» موسكو: مركز الغاز قيد الإنشاء… نريد خصم المدفوعات وتأجيلها

تزامناً مع إعلان أنقرة بدء أشغال «المركز الدولي لتوزيع الغاز» الذي سيُصبح مساراً بديلاً لإمدادات الغاز الروسي عبر أنابيب «نورد ستريم»، التي اتهمت موسكو واشنطن بتفجيرها، ضغطت تركيا «بشدة» من أجل الحصول على خصم على الغاز الروسي، فضلاً عن طلبها تأجيل المدفوعات. وهو ما لاقى استجابةً أولية ضمن «المعقول»، بحسب الكرملين.

وفيما أقرّ وزير المالية والخزانة التركي، نور الدين النبطي، بأن «أنقرة تضغط بشدة من أجل خصم على الغاز الروسي»، مُطالباً «غازبروم» بتأجيل المدفوعات حسب «الممكن»، علّق المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على الطلب، قائلاً إنه برغم أن تركيا «واحد من أكبر المتلقّين للغاز الروسي» حالياً، فإن«هناك شروطاً لتجارة الغاز (…) ولن يتجاوز أحد حدود المعقول. والجميع يفهم ذلك»، مشيراً الى أن «قضايا إمدادات الغاز على جدول الأعمال، والتعاون المتعدد الأشكال يعني اتصالات مستمرة».

في هذا السياق، قال بيسكوف إن «تركيا تتمتع بموقف مستقل، يختلف عن دول الغرب الجماعي، وتحتفظ بدور الوساطة، بالإضافة إلى عدم فرض عقوبات على روسيا، وهو ما يميّزها على صعيد بناء العلاقات الثنائية».

وبعد نحو عشرة أيام على تبنّي الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اقتراح نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بإنشاء مركز في تركيا لتوزيع الغاز الروسي، سارعت أنقرة إلى تنفيذ الأعمال الخاصة بالمشروع بحسب ما أعلنته اليوم، مشيرة إلى التوصل إلى اتفاق مبدئي مع روسيا بشأنه، في زمن يُعدّ قياسياً.

وأعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركية، فاتح دونماز، بدء الأشغال، قائلاً: «بدأنا العمل في الجزء الخاص بنا (…) لطالما سعينا إلى أن نكون مركزاً للغاز والتجارة. وتم التوصل إلى اتفاق». وأضاف إنّ «المسؤولين المعنيين في شركتَي أسواق الطاقة وخطوط أنابيب البترول والغاز التركيتين بدأوا العمل».

وكانت موسكو قد اشترطت في 21 من الشهر الجاري أنه «يجب تحديد كل من البائعين والمشترين»، وفق تصريحات بيسكوف. وفي وقت سابق، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إلى أن بلاده مستعدة لتزويد تركيا بالمزيد من الغاز الروسي إذا أرادت زيادة الإمدادات، في حين تزوّد «غازبروم» أنقرة، التي لم تفرض عقوباتها على موسكو، بنحو 26 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً في الوقت الراهن. وكان البلدان قد توصّلا إلى اتفاق يقضي بدفع 25% من إمدادات الغاز الروسي بالروبل.

من جهته، قيّم نائب مدير المعهد الدولي لسياسة الطاقة والدبلوماسية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، إقبال جولييف، عبر «تلغرام» المساعي التركية بأنها محاولة «للضغط إلى أقصى حد خارج العلاقة مع روسيا».

وقال إن «الدور الجيوسياسي لتركيا في أوروبا وفي نفس العلاقات مع روسيا آخذ في الازدياد، مع الأخذ في الاعتبار التصريحات الأخيرة للقادة الروس والأتراك بأن تركيا تتحول إلى مركز دولي للغاز، وبالتالي يمكنها أن تطرح مطالبها».

وفيما رأى أن الجانب الروسي «يمكن أن يدعم طلب الدفع المؤجل»، أوضح أنه «لا يوجد حديث عن تخفيضات على الغاز الروسي في الفضاء العام، لكنها ممكنة خلف أبواب مغلقة، في المفاوضات».

وأضاف: «عندما تدفع أوروبا والسكان الأوروبيون الدولة والشركات عدة مرات أكثر من تركيا، والجانب التركي يسعى للحصول على خصم على الغاز الروسي. هذا بالطبع هو الموقف الرابح لرجب طيب إردوغان. سيكون لهذا تأثير إيجابي على تصنيفه في البلاد. لكن هذا ليس الغرض الوحيد وليس الهدف الرئيسي الذي يتم من أجله كل شيء».

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقةتراجع سعر المحروقات
المقالة القادمةألمانيا تتيح استغلال ميناء هامبورغ للصين جزئياً