الإمارات تستكمل مسح بصمتها الكربونية بأول منشأة لإنتاج الميثانول

وضعت الإمارات قدما أخرى في اتجاه بلورة استراتيجيتها المتعلقة بالتحول إلى الطاقة المستدامة وتوفير وقود صديق للبيئة مع الإعلان الخميس عن شراكة جديدة لتشييد أول منشأة عالمية لإنتاج الميثانول في البلاد. وأبرمت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) اتفاقية مع شركة برومان، إحدى الشركات الرائدة في مجال إنتاج الميثانول في العالم، لتطوير المشروع وذلك ضمن منطقة تعزيز للكيماويات الصناعية في الرويس.

ووفقا للاتفاقية ستقوم شركة أبوظبي للمشتقات الكيماوية المحدودة (تعزيز) وبرومان ببناء منشأة لتحويل الغاز الطبيعي إلى ميثانول بسعة إنتاجية تبلغ 1.8 مليون طن سنويا، لكن أدنوك لم تكشف عن قيمة الاستثمار. وتعد تعزيز مشروعا مشتركا بين أدنوك وأي.دي.كيو يهدف إلى دعم نمو مجمع الرويس الصناعي وقطاعات الكيماويات والصناعات المتقدمة في إمارة أبوظبي والمساهمة في جهود التنويع الاقتصادي في البلد الخليجي الثري.

وتهدف المنشأة إلى تلبية الطلب المحلي والعالمي المتنامي على هذه المادة الكيميائية النظيفة والمتعددة الاستخدامات والتي تتعاظم أهميتها كمصدر للوقود منخفض الانبعاثات. كما أنه سيتم استخدام هذه المادة في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات.

وتستفيد الشراكة من القيمة الاستثمارية الكبيرة التي تتيحها خطط أدنوك لتوسيع أعمالها في مجال التكرير والبتروكيماويات، ومحفظة أي.دي.كيو المتنوعة من الشركات والمشاريع الصناعية، وإلى جانب ذلك خبرة برومان في مجال تشييد وتشغيل منشآت إنتاج الميثانول باعتبارها ثاني أكبر منتج لهذه المادة في العالم.

وتجد معظم الشركات حول العالم نفسها أمام ضغوط متزايدة لخفض الانبعاثات الضارة من استخدام الوقود الأحفوري، وهو ما يدخل المستثمرين والصناديق والشركات في منافسة قوية من أجل الاستثمار في الوقود الصديق للبيئة، ومن ضمنه الميثانول.

ومن المتوقع أن يؤدي تزايد الاهتمام العالمي بالميثانول كأحد مصادر الوقود النظيف منخفض الكربون، خاصة في قطاع الشحن، إلى حدوث زيادة كبيرة في الطلب العالمي على الميثانول خلال العقد القادم، كما أن الاقتصادات الناشئة في أفريقيا وآسيا ستسهم في دفع نمو الطلب عليه.

وفي ضوء ذلك يعتقد كاسيدي أن “الوقت مناسب للاستثمار في مشاريع تساهم في زيادة السعة الإنتاجية للإمارات في مجال صناعات التكرير والبتروكيماويات”. ووضعت الإمارات أهدافا طموحة لتنويع مصادر الطاقة والتزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 ضمن جهودها الرامية إلى بناء اقتصاد مستدام بما يدعم خطط الخمسين عاما المقبلة للدولة نحو مستقبل منخفض الكربون. وتستهدف الحكومة توليد 50 في المئة من مزيج الطاقة من مصادر نظيفة، وقد أعلنت عن خطط لاستثمار أكثر من 163 مليار دولار خلال العقود الثلاثة المقبلة.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةاستمرار الأزمة الأوكرانية ينذر بأزمة طيران وشحن عالمية
المقالة القادمةالشركات الروسية تلجأ إلى البنوك الصينية هربا من العقوبات