التضخم العالمي في مرمى ارتدادات انتعاش سوق النفط

حذر محللون من أن ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية وبلوغها مستوى مئة دولار للبرميل قد يسبب أزمة تضخم عالمية وهو ما يزيد من معاناة الناس وخاصة المواطنين في الدول الفقيرة. وشهد الاقتصاد العالمي ارتفاعا في التضخم هو الأسرع منذ 14 عاما مع إنفاق تريليونات من الدولارات على شكل حزم تحفيز من الحكومات والبنوك المركزية في مواجهة تداعيات الجائحة. وأكد الخبير في الشؤون النفطية والاقتصادية بشير علية أن استمرار تحالف أوبك+ في إنتاج كميات قليلة من النفط رغم ارتفاع الطلب العالمي سيؤدي إلى نقص في الإمدادات وبالتالي ارتفاع أسعار السلع.

ونسبت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إلى علية قوله إن “الارتفاع المسجل في أسعار النفط يؤثر أيضا على أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء وبالتالي على المستهلكين بشكل عام”. ومن المرجح أن تستمر أوبك+ في زيادة تدريجية للمعروض من الخام بكميات صغيرة تحسبا لحالة عدم اليقين التي تسود السوق النفطية العالمية بسبب الوباء رغم التعافي المتنامي منها.

وكافح منتجو التحالف خلال السنوات الأخيرة لامتصاص الفائض من الإنتاج في السوق وخفضوا لهذا الغرض إنتاجهم اليومي بعد أن انزلق سعر النفط تدريجيا إلى أدنى مستوى له منذ سنوات بسبب عرض كميات كبيرة خاصة بعد فترة الإغلاق.

وتشير توقعات كبار الفاعلين في المجال المالي والاقتصادي إلى أن الأسواق العالمية مقبلة على صدمة كبيرة، حيث ينذر ارتفاع تكلفة السلع وحفاظ الفيدرالي الأميركي على أسعار فائدة قريبة من الصفر بمخاطر تفجر التضخم مما سيربك الأسواق المالية. وقفز معدل التضخم السنوي لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم 38 دولة تمثل نحو 60 في المئة من الاقتصاد العالمي إلى 3.3 في المئة في أبريل الماضي من 2.4 في المئة في مارس الماضي، ليبلغ أعلى مستوى منذ 2008.

ويعتقد خبير الطاقة والاقتصاد الألماني هاينز غارتنير أن قرارات أوبك+ لا تؤثر على سعر النفط فحسب، بل تمتد لتشمل سعر الغاز أيضا الذي ارتفع بواقع 13.5 في المئة الجمعة الماضي. وقال إن “الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة يؤجج مخاوف بعض المحللين من ارتفاع معدل التضخم”، محذرا من أن الارتفاع النشط للأسعار والتي قد تصل إلى مستوى 100 دولار أو أكثر للبرميل في فصل الشتاء قد تؤدي إلى أزمة تضخم عالمية.

وأشار غارتنير إلى أن وضع الطاقة النفطية صعب جدا هذا العام لأن المستودعات فارغة أكثر من المعتاد بسبب ضعف الإنتاج خلال الأزمة الصحية والدول المنتجة للنفط مثل روسيا تعمل على ملء مستودعاتها أولا كما أن الإنتاج تعطل في بعض المواقع حول العالم.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةقطاع النقل يتدهور: أسعاره لا تُحتَمل.. والنقابات للإضراب
المقالة القادمةضبابية السياسة النقدية تعمّق انحدار العملة اللبنانية