الصين تملأ فراغ نزوح شركات السيارات الغربية من روسيا

تسعى الشركات الصينية إلى ملء الفراغ الذي أحدثه نزوح الكيانات الغربية، وخاصة في قطاع تصنيع السيارات، من السوق الروسية في ظل العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على موسكو.

وأكدت بيانات حديثة تمت مشاركتها مع رويترز أن العلامات التجارية الصينية تمثل نحو ثلث سوق السيارات في روسيا، حيث يظهر القطاع أكثر من أي قطاع آخر أهمية الصين المتزايدة للاقتصاد في أعقاب نزوح الشركات الغربية.

وتراجعت المبيعات الجديدة لسيارات الركاب والمركبات التجارية الخفيفة بنسبة 61 في المئة تقريبا على أساس سنوي، حيث تحد العقوبات الغربية من وصول روسيا إلى بعض المواد، كما أدى انخفاض الطلب وارتفاع الأسعار إلى إعاقة القطاع.

لكن مبيعات سيارات الركاب ذات العلامات التجارية الصينية، بما في ذلك هافال وشيري وجيلي، ارتفعت لتصل إلى أكثر من 16.1 ألف مركبة في الشهر الماضي، أي ما يقرب من ضعف 8235 وحدة في يناير.

ووصلت حصة السوق خلال أحد عشر شهرا إلى نحو 31.3 في المئة من 9.6 في المئة، حسب ما أظهرته بيانات من وكالة التحليل الروسية أوتوستات.

وذكر اتحاد الشركات الأوروبية (أي. إي. بي) الثلاثاء الماضي أن “مبيعات سيارات الركاب الجديدة والمركبات التجارية الخفيفة في روسيا بلغت أكثر من 46.4 ألف مركبة في نوفمبر، ومن المتوقع أن تصل المبيعات إلى حوالي 600 ألف هذا العام بشكل عام”.

وقال فلاديمير بيسبالوف المحلل الروسي بالقطاع لرويترز “هناك إنتاج ضئيل لماركات السيارات الغربية والقليل من الواردات، وبالتالي فإن السوق مقسمة بين صناعتي السيارات الروسية والصينية”.

وتفي السيارات الروسية بالطلب بأسعار أقل تصل إلى 1.5 مليون روبل (23.9 ألف دولارا)، كما يستحوذ الصينيون على المكانة الغربية للأسعار التي تزيد عن 2.5 مليون روبل.

وفي إحدى الحالات البارزة تتنكر سيارة صينية في صورة روسية. وكانت أجزاء المحرك من شركة جاك الصينية، التي يستخدم تصميمها وهندستها ومنصتها لإحياء طراز موسكفيتش من الحقبة السوفييتية، واضحة للعيان في إعادة إطلاق العلامة التجارية الشهر الماضي.

وقالت شركة موسكفيتش إنها تعمل مع شريك أجنبي لكنها لم تذكر اسمه، فيما لم تبد شركة جاك أي تعليقات حول الموضوع.

وأوقف معظم صانعي السيارات الغربيين عملياتهم بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير الماضي.

وكانت الكيانات الغربية في تنافس قوي مع شركات صناعة السيارات المحلية للحصول على حصة في السوق منذ أن بدأوا ببناء مصانع في روسيا خلال أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

وحاليا يتم إنتاج موسكفيتش في مصنع تم الاستيلاء عليه من شركة رينو الفرنسية، في حين أن نيسان ومرسيدس وفورد هي من بين الشركات الأخرى التي غادرت روسيا.

وقال بيسبالوف “إذا ظل الوضع الاقتصادي دون تغيير، فقد يمثل المنتجون الصينيون، بمن في ذلك موسكفيتش، حوالي 35 في المئة من المبيعات في روسيا العام المقبل”، ويقدر أن السوق سوف تتعافى إلى 800 ألف وحدة.

ومن الناحية النقدية يمكن أن تتجاوز الحصة 40 في المئة مما يتوقع أن يكون سوقا بقيمة 1.5 تريليون روبل (23.9 مليار دولار) في عام 2023.

وتتضاءل أحجام مبيعات الصين في روسيا مقارنة بسوقها المحلية، حيث كانت في نوفمبر أعلى بنحو 35 مرة مما كانت عليه في روسيا.

وبحسب رابطة مصنعي السيارات في الصين كانت روسيا خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام سادسة أكبر وجهة تصدير لمنتجات السيارات الصينية، وتشمل المركبات وقطع الغيار، والتي تمثل 3.9 في المئة دون تغيير تقريبا بمقارنة سنوية.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةمسلسل نزيف الليرة يحطم القدرة الشرائية للسوريين
المقالة القادمةالاقتصاد العالمي يترقب تحولا في السياسات النقدية الأميركية