«الفيدرالي» قد يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى

حذرت رئيسة مصرف «الاحتياطي الفيدرالي» في دالاس، لوري لوغان، من أن المصرف المركزي الأميركي قد يحتاج إلى استئناف رفع سعر الفائدة قصير الأجل، للحفاظ على انخفاض عائدات السندات طويلة الأجل الذي من شأنه أن يساعد في كبح جماح التضخم المتزايد.

وقالت لوغان في تصريحات معدة للإلقاء في مؤتمر للجمعية الاقتصادية الأميركية، في سان أنطونيو، بولاية تكساس: «إذا لم نحافظ على ظروف مالية مشددة بما يكفي، فهناك خطر من أن يرتفع التضخم مرة أخرى، ويعكس التقدم الذي أحرزناه. في ضوء تخفيف الظروف المالية في الأشهر الأخيرة، لا ينبغي لنا أن نستبعد احتمال رفع سعر الفائدة مرة أخرى من على الطاولة الآن»، وفق «رويترز».

وتعكس وجهة نظر لوغان تراجعاً عن التوقعات السائدة بأن «الاحتياطي الفيدرالي» سيتحول إلى خفض أسعار الفائدة في عام 2023.

وأشارت لوغان إلى أن انخفاض عائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات، والذي انخفض من نحو 5 في المائة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) إلى نحو 4 في المائة الآن، قد يشير إلى أن المصارف المركزية قد رفعت أسعار الفائدة بقدر كافٍ، لبدء كبح جماح التضخم. ومع ذلك، حذرت من أن هذا الانخفاض في عائدات السندات يمكن أن يؤدي أيضاً إلى انتعاش الطلب، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم مرة أخرى.

وقالت: «لقد لعبت الظروف المالية التقييدية دوراً مهماً في خفض التضخم، والحفاظ على توقعات التضخم ثابتة»، مشيرة إلى أن التضخم قد انخفض بالفعل بالقرب من هدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

وتابعت: «لا يمكننا الاعتماد على الحفاظ على استقرار الأسعار إذا لم نحافظ على ظروف مالية مشددة بما يكفي، لاستمرار كبح جماح الطلب».

وتعد تصريحات لوري لوغان، رئيسة مصرف «الاحتياطي الفيدرالي» في دالاس، جديرة بالملاحظة بشكل خاص؛ لأنها كانت من بين أوائل صانعي السياسات في المصرف المركزي الذين أشاروا إلى أن ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل قد يقلب بعض عمل المصرف المركزي لصالحه، ما يعني أنه قد يكون من الممكن الاحتفاظ بسعر الفائدة دون تغيير.

وتعتقد لوغان أيضاً أنه قد يكون من المناسب التفكير في إبطاء عملية تقليص الميزانية العمومية لـ«الاحتياطي الفيدرالي».

وقالت: «أعتقد أنه من المناسب النظر في المعايير التي ستوجه قرار إبطاء جريان إعادة أصولنا. من وجهة نظري، يجب علينا إبطاء وتيرة جولة الإعادة، مع اقتراب أرصدة اتفاقية إعادة الشراء العكسية لليلة واحدة من مستوى منخفض».

وفي عامي 2022 و2023، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي بشكل حاد، في محاولة لخفض التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً. ومع ذلك، منذ يوليو (تموز) الماضي، أبقى الفيدرالي على سعر الفائدة ثابتاً عند 5.25- 5.5 في المائة.

وفي شهر يونيو (حزيران)، أشار صنّاع السياسة الفيدراليون إلى أنهم رأوا تقدماً كافياً في خفض التضخم، ما يشير إلى أن البنك قد يتحول إلى خفض أسعار الفائدة هذا العام. واستجابت الأسواق المالية لهذه التوقعات من خلال المراهنة على تخفيضات حادة في أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةتفاؤل المستثمرين في بداية عام 2024 على المحك
المقالة القادمةأميركا تقترب من الاعتراف بـ«بيتكوين»