تحويلات من أجل الغذاء والسكن

تلعب تحويلات المغتربين دوراً محورياً في تمويل القوّة الشرائية للأسر المتلقية لها، إذ تساعدها على إشباع حاجاتها الأساسية وتغطية جزء أساسي من نفقاتها. تتّضح أهمية التحويلات على الصعيد الاجتماعي من خلال تحديد آليات إنفاق هذه التحويلات، إذ يتحدث تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية تحت عنوان «تزايد دور وأهمية التحويلات في لبنان»، عن أهميتها بالنسبة إلى الأسر اللبنانية، وذلك من خلال بيانات قديمة رصدها التقرير وأظهرت في عام 2007 أن 61% من الأسر أبلغت أنها تنفق جزءاً من التحويلات على الغذاء، فيما أبلغ 59% منها أنها تنفق على تكاليف السكن (مثل الإيجار والطاقة وغيرها من الخدمات)، وتعتمد 46% من الأسر على التحويلات لتغطية نفقات الصحّة. وتلعب التحويلات دوراً أيضاً في تغطية أكلاف التعليم، حيث أبلغت 18% من الأسر أنها تنفق جزءاً من تحويلاتها على التعليم.

أهمية هذه التحويلات بالنسبة إلى الأُسر أنها كانت بمثابة شبكة أمان اجتماعية لها، وهو استنتاج تلقائي طالما أن الدولة كانت غائبة عن توفير الخدمات والسلع الأساسية للعائلات الفقيرة والمحتاجة، إذ تنفق غالبية الأسر التحويلات التي تتلقاها على استهلاك الغذاء وتكاليف الإسكان والصحّة. أما الآن، وبعد فقدان الأجور لقدرتها الشرائية، عقب انهيار قيمة الليرة، ومع الانكماش الاقتصادي الحاصل والذي أدّى إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير، من الطبيعي أن يكون الاعتماد على التحويلات قد ارتفع.

 

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقةزيادة في الاستهلاك تُخفي البؤس: صناعة الهجرة والتحويلات
المقالة القادمةالاقتصاد الصيني يواجه ضغوطاً هبوطية شديدة