تصنيع اللقاح الروسي “سبوتنيك V” في لبنان!

بعيداً من إشاعة جوّ من التفاؤل الزائد عن حده، إلا أنه ووفق تصريح وزير الصناعة عماد حب الله بات من الممكن عقد الرهانات الإيجابية على “إمكان” صناعة لقاح كورونا في لبنان إذا ما اتيحت لبلدنا الفرصة واستحصل المصنع اللبناني المعني على الموافقات المطلوبة، مع كامل التأكيد أنه ومن الناحية التقنية فإن لبنان، اسوة بالدول المصنعة للأدوية، في أتم الجهوزية ولديه القدرة الكافية لتطبيق معايير التصنيع المطلوبة كـ”underlicensed” أي المرخص لهم بتصنيع اللقاح بناء على توجيهات الشركة الأساسية، وأنه من الممكن جدا أن يُصنع أحد أهم اللقاحات المطروحة عالمياً في لبنان ضمن قدرة انتاجية عالية الجودة والتي تتوافق حتماً مع معايير منظمة الصحة العالمية.

وهنا لا بد من الإشارة الى أنه بالفعل، كانت هناك مبادرات سابقة لجائحة كورونا تربط بين أحد المصانع الدوائية والسفارة الروسية لانتاج أدوية مهمة ولقاحات يعتمد بعضها على تقنية التجفيد (أو تحويل اللقاح إلى بودرة قابلة للاستخدام في الإبر مع السائل المحدد). وأنه، وبعد انتاج روسيا للقاح سبوتنيك V، الذي طوّره مركز نيكولاي غاماليا للأبحاث في علم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة، بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية، تواصلت الشركة اللبنانية من خلال السفارة مع المنتج الأم للبحث في إمكانية تصنيع اللقاح بخاصة أنه تتوافر القدرة التقنية لإنتاج اللقاح الروسي، مؤكدين أنه تم تجيهز الملف التقني قبل أشهر من إعلان وزير الصناعة، إلا أن موضوع التصنيع إن أعطي الموافقة سيكون لمدة سنة، وهو موزع على خمس مراحل: مرحلتان منها يمكن لأي مصنع دوائي في لبنان انجازهما (وهنا من الممكن أن يحصل تعاون ما)، في ما تتعلق مرحلتان بالتكنولوجيا الحيوية المتمثلة في استخدام الخلايا الحية لإنتاج هذا اللقاح الذي هو بتكوينه عبارة عن ناقل فيروسي، إذ يستخدم كركيزة فيروس آخر تمّ تحويله وتكييفه لمحاربة كوفيد-19… أما المرحلة الأخيرة لمراقبة التصنيع وهي المرحلة الأهم لأن الأضرار الجانبية للقاح غير آمن وفعّال قد تفاقم مشاكلنا الحالية بشكل لا يمكن التغلّب عليها لاحقاً.

ويضيف جدعون “في هذه السنة أعطينا تراخيص لـ5 مصانع أدوية جديدة (2 في بعلبك، 2 في طرابلس، 1 في الجنوب) إذ يبدو أن الإقبال على صناعة الأدوية محلياً مهم جداً في هذه المرحلة بخاصة مع الأزمة الإقتصادية غير المسبوقة والحاجة الماسة لوجود مصانع أدوية إذ أن المصانع الحالية تغطي فقط ما نسبته 7% من احتياجات السوق المحلي إذ يوجد في لبنان نحو 5500 دواء كلها مُرخّصة ومُسجّل لدى وزارة الصحّة، من ضمنها 15% مُصنّعة محلّياً و85% مستوردة.

كما أوضح جدعون أن صناعة الأدوية في لبنان “صناعة متطورة تستطيع منافسة أهم الشركات العالمية بل تباع الأصناف اللبنانية إلى شركات عالمية ويتم تصديرها إلى بلدان أفريقية ودول عربية وأوروبية وحتى إلى أميركا اللاتينية إلا أنه يمكن أن يتم دعم القطاع بشكل أكبر على المستوى المادي وآلية التسجيل والتسعير والتسويق”.

مصدرنداء الوطن - مريم مجدولين لحام
المادة السابقة“الاحتياطي الإلزامي” يتناقص… والعبرة في المتوفّر منه نقداً
المقالة القادمةنقابة منتجي الدواجن: وزارة الزراعة لم تجد أثرا للكوليستين في الدجاج اللبناني