تعرف على أهم 3 استراتيجيات لضمان نجاح الشركات العائلية

وفي الوقت الذي تواصل فيه بيئة الأعمال بالمنطقة طريقها نحو النمو والتنويع، لابد أن تضع الشركات العائلية أسساً واضحةً واستراتيجيات جديدةً ومبتكرةً تواكب وتيرة التغيّرات في المنطقة.

ويزداد تأثير القضايا والتحديات التي يواجهها مجتمع الأعمال الدولي، بما في ذلك الحوكمة والشفافية والعوائد الاستثمارية وخطط التعاقب الوظيفي، كذلك على الشركات العائلية الخليجية، وبالتالي فإنها بحاجة ماسة إلى تطوير استراتيجية مستدامة تضمن لها استمرارية وتيرة نموها الناجحة، سواء للعائلات ذات الثروات أو الشركات العائلية عموما.
شكلت الإيرادات النفطية، على مدى الستين عاماً الماضية، نقطة تحوّل في مسيرة تطوّر الدول الخليجية كما لعبت دوراً أساسياً في توفير كافة عوامل التنمية الاقتصادية.

وقد تم توظيف هذه الإيرادات في مشاريع بنية تحتية ضخمة، وهو ما عزز أسلوب الحياة ورفع الطلب على المنتجات والسلع الاستهلاكية، وعليه كوّنت الشركات العائلية ذات الفكر الريادي ثرواتها. ولكن مع انتقال هذه الثروات من جيل إلى آخر، تظهر الحاجة إلى وضع خطط لاستثمار الثروات بالشكل الأمثل وإعداد استراتيجيات تلعب دوراً هاماً في استمرارية الأعمال ونمو الثروات.

وبخلاف حجم هذه الشركات أو خططها الطموحة، فإن تبنّي منهجية شاملة ومتدرّجة في الهيكلة والحوكمة أمر ضروري لوضع الاستراتيجيات المستدامة التي تضمن تحقيق النمو بالمستقبل من وجهة نظر استثمارية.
وفي رأيي، أجد أنه ثمّة 3 مقومات أساسية لنجاح الشركات العائلية في تحقيق ذلك وهي الالتزام الشديد بمعايير وضوابط الحوكمة وتحديد أهداف واضحة، وإرساء أسس هيكل مدروس.
الالتزام الشديد بمعايير وضوابط الحوكمة:
كي تستطيع الشركات العائلية تحقيق النمو والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي، لابد وأن يتمثّل مفهوم الحوكمة في كافة عملياتها، لاسيّما فيما يخص بخطط التعاقب الوظيفي.
وقد أظهر استبيان، أجرته مجلّة «فاميلي أوفيس ريفيو» مؤخراً، أن قرابة 70 % من الشركات العائلية تعتبر خطط التعاقب الوظيفي أحد أبرز التحديات الكبرى التي تواجهها.
وهنا تبرز أهمية هيكلة الشركة العائلية على أسس مؤسسية بما يصب في مصلحتها مستقبلاً وينعكس بالإيجاب على جهود التخطيط والهيكلة وإرساء قاعدة صلبة لاتخاذ القرارات بشكل أفضل.
وتحدد هياكل الحوكمة الحصيفة الحقوق والالتزامات المفروضة على أعضاء العائلة عبر مختلف الأجيال، كما تضمن تنفيذ خطط نمو الشركة عبر مختلف الأجيال بالشكل الصحيح والملائم، وهو ما يرسّخ لها أسس النجاح في المستقبل.
تحديد أهداف واضحة:
تعي الشركات العائلية ذات الرؤية المستقبلية جيّداً أن استدامة النمو عبر مختلف الأجيال لن يتحقق إلا بتحديد قيمها ووضع أهدافها الاستراتيجية، ومن شأن ذلك تكوين رؤية واضحة حول احتياجات ومتطلبات الشركة ومساعدتها في تخطي مختلف تقلبات أسواق المال والدورات الاقتصادية. ولابد أن تكون توزيعات الأصول مرتبطةً باستثمارات الشركات العائلية وخططها الطموحة.
وبطبيعة الحال، تتأثر الشركات العائلية كحال أي شركة أخرى ببعض العوامل والظروف الاقتصادية الخارجية، مثل انخفاض أسعار النفط والغاز والاضطرابات السياسية وحالة عدم اليقين الدولية، لذا فهي تدرك جيّداً أهمية الحاجة إلى تنويع مصادر دخلها ضمن فئات الأصول وفي مختلف المناطق الجغرافية.
وبما أن كل ذلك غير كافٍ، فلابدلها أن نكوّن رؤية شاملة وفهماً عميقاً حول مصادر المخاطر ضمن المحافظ الاستثمارية بهدف الحد من تأثير الظروف الاقتصادية المستقبلية وامتصاص الآثار السلبية.
إرساء أسس هيكل مدروس:
نظراً لطبيعة الشركات العائلية، فقد تطغى العواطف على جوانب عملها، لذا فهي بحاجة إلى إرساء أسس نظام قائم في حال اختلاف وجهات النظر، كما يجب أن تحكمها مجموعة من القوانين وميثاق استثماري إلى جانب تفويض بصلاحيات إدارتها والأهم من ذلك استقلالية فريق عملها المسؤول عن الاستثمارات وشفافية الاستثمارات بحيث يكون فيها جميع أفراد العائلة شركاء.
وإذا ما توافرت هذه العوامل الرئيسية في الشركات العائلية، فستتم معالجة أية نزاعات في المستقبل. وبامتلاك هيكل استثماري قويم، ستصل الشركات العائلية إلى قرارات حصيفة وصائبة تجمع بين كافة الآراء.
وأمام الشركات العائلية خيارات عدة لتطبيق الحوكمة، وإعداد عمليات الاستثمار التشغيلية وتنفيذ الوظائف الاستراتيجية الرئيسية للهيكل التنظيمي، كما بإمكانها أن تقطع شوطاً طويلاً في ذلك بالاستعانة بخدمات الشركات الاستشارية الخارجية لضمان مسيرة نمو أكثر سلاسة وتحقيق أفضل النتائج الاستثمارية.
وتتعاون الشركات العائلية عادةً مع شركات الخدمات الاستشارية الموثوقة التي تتمتع بخبرات عالمية طويلة بهدف تحسين حوكمتها وإدارة محفظتها الاستثمارية على النحو الأمثل.
وتلعب الشركات الاستشارية الخارجية دوراً هاماً في تحسين عمليات الاستثمار لدى الشركات العائلية، فعلى سبيل المثال، بإمكان شركة عائلية أن تطوّر بعض وظائفها الرئيسية أو تعتمد على خدمات الشركات الاستشارية الخارجية، وفي المقابل ستستفيد من استشاراتها في الاستثمار بفضل خبراتها الواسعة في هذا المجال.
ومما لا شك فيه أن تبنّي نهج صارم مشمول بفهم عميق بالسوق المحلية وحضور قوي عالمياً يُعد من المقومات الرئيسية لضمان مستقبل أكثر استدامة للشركات العائلية في المنطقة ولأجيالها القادمة.(أريبيان بزنس)

مصدرالبوابة
المادة السابقةالذهب الى ارتفاع!
المقالة القادمةخمسة اقتراحات تساعدك على ايجاد وظيفة