حريق الزهراني: الخزان للجيش… والأسباب تقنية؟

نجت منطقة الزهراني ومعها الجنوب من كارثة جديدة جراء اندلاع حريق ضخم في احد خزانات البنزين داخل منشآت النفط، الحريق المفاجئ أعاد الى اذهان اللبنانيين من الجنوب الى الشمال وفي قلب العاصمة بيروت الذكريات الاليمة للانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب من العام 2020 وما زالت آثاره ماثلة جرحاً نازفاً بعد سقوط 220 شهيداً واكثر من الف جريح، ما فرض استنفاراً غير مسبوق ومتابعة عن كثب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الطاقة وليد فياض والداخلية والبلديات بسام مولوي، الى الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والدفاع المدني وفرق الاطفاء، في سرعة التعاطي مع محاصرته وإخماده فنجحت الجهود بعد اربع ساعات بتلافي وقوع اي اصابات.

وروى مدير منشآت النفط في الزهراني زياد الزين ان “الحريق اندلع في خزان بنزين وسيط تابع للجيش اللبناني فيه نحو 500 الف ليتر، ولا علاقة له بالتخزين (33 مليون ليتر) بل بالتسليم، فالخزان يستوعب 1مليون و700 الف ليتر، ولاحظنا ليلاً أن هناك ميولاً بسقف الخزان وحتى لا يتسرب منه قررنا اتخاذ تدبير فوري بنقل المادة الى الخزان المجاور 701، بدأ العمل السادسة صباحاً واثناء عملية النقل (250 الف ليتر) اندلع الحريق ربما بسبب شرارة او احتكاك، المهم ان سرعة التدخل والاجراءات الوقائية حالت دون انفجاره (البنزين عادة ينفجر) او الانتقال إلى الخزان الثاني القريب، اي انه لا انفجار ولا احتراق ولا اصابات ولا جرحى، لو لم يكن هناك من سياسات وقائية في المنشآت لكنا في مكان آخر.

واشرف المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار على عملية الاطفاء التي استمرت اربع ساعات متواصلة منذ الساعة 7,50 ولغاية الساعة 11,50، غير ان الحريق حوّل الخزان هيكلاً متهالكاً، وبياض لونه الناصع الى اسود متفحّم. ولم تمض اكثر من ساعتين حتى تفقد وزير الطاقة الدكتور وليد فياض موفداً من ميقاتي منشأة الزهراني، وواكب عن كثب عمليات الاطفاء، مؤكداً ان “أسباب الحريق تقنية وسيتم تشكيل لجنة تحقيق فنية تقنية ادارية لتحديد الاسباب”، وقال: “يجب أن ننتظر نتائج التحقيق كي نعلم ما إذا كان هناك من مسؤول أو مسبّب طبيعي أدّى إلى الحريق”، موضحاً ان “الخسارة تبلغ 250 ألف ليتر من البنزين وان سطح الخزان كان مائلاً ولذلك تقرّر نقل النفط منه ولدينا محدوديّة في الموارد وبالكفاءات البشرية ولذلك من الطبيعي أن يتهالك الوضع”.

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةالحطب “للبرجوازيين” والمازوت لمن استطاع إليه سبيلاً
المقالة القادمةإرتفاع أسعار الغاز عالمياً… فهل تتأثّر صفقة الغاز المصري؟