شركات الاستحواذ تطرق أبواب ميتافيرس أملا في تجاوز عثراتها

بدأت شركة الاستحواذ في طرق أبواب الاستثمار في مجال ميتافيرس أملا في تجاوز بعض المطبّات رغم تحقيقها إيرادات عالية العام الماضي في أعمالها المرتبطة بالعالم الحقيقي. ويقود هذا الاتجاه مسؤول سابق في شركة سوني بلاي ستيشن وآخر من الشركة الرائدة في ألعاب الفيديو، التي كانت وراء امتياز لعبة توم ريدر. وكلاهما لديه خبرات ومهارات كبيرة، بالإضافة إلى سجل وظيفي ناجح بدرجة عالية.

ويرى خبراء أن الموجة الجديدة تعد نموذجا لملاحقة شركات “الشيك على بياض” مرة أخرى أحدث صيحة مستقبلية، بعد أن فشلت مراهنات هذا القطاع على المركبات الصديقة للبيئة والعملات المشفرة. ووفق ترجيحات بلومبرغ إنتليجنس قد تصبح تقنية ميتافيرس، التي يطلق عليها مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مالكة فيسبوك تسمية “الحدود التالية”، سوقا قيمتها حوالي 800 مليار دولار بحلول العام 2024.

وفي هذا المجال الناشئ، تظهر شركة باور أب أكويزيشن التابعة لجاك تريتون، وهي شركة استحواذ ذات أغراض خاصة حيث تسعى لجمع 225 مليون دولار. وثمة شركة أخرى يقودها إيان ليفينغستون تسمّى هيرو ميتافيرس أكويزيشنز. وقد جمعت بالفعل نحو 156 مليون دولار للدخول في هذا المضمار الواعد. وتعرف شركات الاستحواذ بشركات “الشيك على بياض” كونها تجمع أموالا من المستثمرين من خلال آلية الطرح الأولي للاكتتاب العام بغرض شراء شركة خاصة لم يتم تحديدها بعد. وتعلن تلك الكيانات خبرات فريق الإدارة بها بهدف إقناع الناس بالاستثمار فيها كالذي يقوم به تريتون الرئيس التنفيذي لشركة سوني كمبيوتر إنترتينمنت أميركا التي لديها خبرة 35 عاما في صناعة الألعاب، بحسب نشرة الاكتتاب الخاصة بالشركة.

ولا تزال هذه السوق في بداياتها، فبحسب شركة ليفينغستون ينتج رجال الأعمال والمبدعون الأوروبيون نحو ثلث إجمالي محتوى ألعاب الفيديو المستخدم حاليا، ولكنَهم لا يمثلون إلا نحو 3 في المئة تقريبا من إجمالي قيمة هذه الصناعة في العالم. وتروج هيرو للخبرة العميقة لشركة ليفينغستون بصناعة الألعاب التي تشهد تطورا سريعا ومكانتها التي تسمح لها “بتحديد وتمويل شركة مستهدفة ما زالت أمامها فرصة كبيرة للنمو، ومازالت لديها فرصة لتحقيق قيمة عالية”.

ووسط ذلك، تبرز شركة إيفرغرين، حيث تهدف إلى جمع 100 مليون دولار ولديها خطة لشراء شركة تعمل في مجال ميتافيرس أو الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا المالية أو في أي قطاع تكنولوجي آخر. ويعتقد محللون أن بيانات المهمة بالنسبة إلى شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة تترك مساحة معقولة للحركة بالنسبة إلى ما ستقوم فعلا بالاستحواذ عليه. وبحسب إد مويا، محلل أول السوق لدى شركة واندا كورب، فإن حالة التشكك عالية مع ارتفاع أسعار الفائدة والربحية مازالت بعيدة المنال بالنسبة إلى الكثير من الشركات البادئة في المستقبل المباشر.

ومع ذلك تميل شركات الاستحواذ إلى التداول على أساس “مضاعفة التمني” بدلا من “مضاعفة الربحية”، الذي يوفر قوة دافعة. وقال مويا “بعد انفجار العام الماضي لفقاعة شركات الاستحواذ يبحث الكثير من المتعاملين بحذر عن شركات يمكن أن تراهن على النمو الهائل الذي سيتواكب مع الجيل الثالث من الإنترنت وميتافيرس”.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةتطور البنية اللوجستية يرسخ دور الإمارات في نمو التجارة العالمية
المقالة القادمةهل من أزمة مازوت؟