ضحايا «كورونا» يتخطّون الـ 2000… المستشفيات الخاصة تكذب

600 سرير عناية فائقة هي كل ما قدّمته المستشفيات الخاصة في مواجهة فيروس كورونا في قطاع يعدّ نحو 13 ألف سرير. في الأيام الماضية، كان لسان حال أصحاب تلك المستشفيات أنهم وصلوا إلى قدرتهم الاستيعابية القصوى. لكن، بالحسابات، أرقام الأسرّة المعلن عنها أعلى من أرقام الإصابات. والخلاصة أن المستشفيات الخاصة تكذب، ولا تزال تحاول التملّص من الانخراط في المواجهة.

والأمر ليس حكراً على المستشفيات الخاصة فحسب، بل يشمل أيضاً مستشفيات حكومية تغاضت عن كل قرارات وزارة الوصاية الداعية إياها إلى المشاركة. دعوات كثيرة وجهتها وزارة الصحة لهؤلاء لم تلقَ أجوبة، إلى أن طفح الكيل، فبادرت إلى توجيه كتبٍ رسمية أخيرة إلى المستشفيات الحكومية المتقاعسة، وإنذارات للمستشفيات الخاصة وصلت حدّ التهديد بخفض تصنيفها وإلزام الصناديق والهيئات الضامنة بالفوترة وفق التصنيف، وتعليق عقود بعضها مع الجهات الضامنة.

تنطلق المصادر في حساباتها من الأرقام التي «لا تكذب». بلغة الأرقام، وبعيداً من المستشفيات الحكومية التي باتت قضيتها اليوم في «عهدة القضاء»، يمكن للصورة أن تكون أوضح. والأرقام تفيد بأن عدّد الأسرة في المستشفيات في لبنان هو بحدود 15 ألف سرير، 80% منها في المستشفيات الخاصة، أي نحو 12 ألفاً و500 سرير. أما عدد غرف العنايات الفائقة فهو بحدود 2500، منها نحو 1800 غرفة في القطاع الخاص. من مجمل هذه الأرقام، تخصص المستشفيات الخاصة 600 سرير عناية فائقة (منها 200 جهّزتها في خمسة أيام بعد تهديدات وزارة الصحة) ونحو 1300 سرير لمرضى «كورونا» (حالات استشفاء). هذا كل ما تقدمه 127 مستشفى تملك 13 ألف سرير في مواجهة الوباء. وقد أعلنت نقابة أصحاب المستشفيات، أول من أمس، أن هذا «أقصى» ما ما يمكن تقديمه، مشيرة إلى أنها وصلت إلى قدرتها الاستيعابية القصوى. لكن، هل الأمر كذلك فعلاً؟

تستبعد مصادر صحية أن تكون هذه الخلاصة دقيقة. بالأرقام، أيضاً، تشرّح المصادر الواقع، لافتة إلى أن «عدد حالات الاستشفاء بلغت حتى يوم أمس 2176، منها 799 في العناية المركزة. فإن كانت المستشفيات الحكومية قد استنفدت كل أسرّة العناية لديها والمقدرة بـ300 سرير، فكيف استنفدت المستشفيات الخاصة أسرّتها إذاً؟ فإما أنها تكذب وليس هناك 600 سرير، وإما أنها لم تستنفد طاقتها الاستيعابية وبقي هناك ما يقرب من 100 سرير؟ فأيهما الجواب الأدق؟»

 

للاطلاع على المقال كاملا:

http://www.al-akhbar.com/Community/299109

مصدرجريدة الأخبار - راجانا حمية
المادة السابقةالأوكسيجين في السوق السوداء ولبنان يختنق
المقالة القادمةبين “كورونا” والبطالة… عائلات صيداوية تئنّ فقراً