لقمة الذل وتداعيات التجويع!

على الصعيد الاقتصادي والمالي والمعيشي، بدأت تداعيات الفقر والتجويع الممنهج الذي تمارسه المنظومة السياسية، تتظهّر في مشهد الذل والتوتر لدى المواطنين اللاهثين وراء اللقمة خوفاً من ان يرتفع سعرها بالتضامن والتكافل مع الدولار، ويصبح الحصول عليه متعذراً.

هذه المشهدية تجلّت من خلال ما يتعرّض له الناس وهم يتسابقون لشراء سلع مدعومة لا تزال اسعارها في المتناول، في حين اصبحت اسعار السلع غير المدعومة شبيهة بالعملة النادرة، التي لا يحصل عليها سوى القلة المحظية.

وعندما تضطر القوى الأمنية الى التدخّل لمنع التقاتل بين الناس في السباق للحصول على سلع مدعومة، وبصرف النظر عن الظروف والمعطيات المحيطة بأحداث مشابهة، فهذا يعني انّ البلد دخل مرحلة خطيرة وخطيرة جداً، وأصبح المواطن مقهوراً، يدفع من كرامته قبل جيبه، ثمن لقمة مغمّسة بالذل والمهانة. في غضون ذلك، واصلت اسعار السلع الغذائية ارتفاعها الجنوني، والتهمت ما تبقّى من قدرة شرائية للمواطن، الى حدّ انّ نقيب اصحاب السوبرماركت قال لـ”الجمهورية”، انّ الناس، ورغم حاجتهم الى التهافت لشراء السلع قبل ان ترتفع أسعارها اكثر، إلّا أنّهم لا يفعلون، لأنّهم عاجزون عن توفير المال للشراء. انّه الفقر الذي يُتوقع ان يُعمّم وينتشر اكثر فأكثر عامودياً وأفقياً، فيما المنظومة تتلهى بتسريب معلومة من هنا ونفي معلومة من هناك!

مصدرجريدة الجمهورية
المادة السابقةجانيت يلين تعلن مبادرة بقيمة 9 مليارات دولار للمجتمعات منخفضة الدخل
المقالة القادمةالأسعار تواصل الارتفاع والتسوّق صار مغامرة