“وصلني ع طريقك”: نقل مجاني.. وكسر الحواجز الطائفية

فرض رفع الدعم عن المحروقات والبنزين، مع ارتفاع سعر صرف الدولار، واقعاً جديداً أشبه بحصار على معظم اللبنانيين الذين خسروا قيمة رواتبهم. فكيف لموظف يتقاضى راتب مليوني ليرة أن يتحمل أعباء النقل يومياً، في ظل غياب دعم النقل العام؟

توقفت ألوف السيارات الخاصة عن السير. وارتفعت كلفة “السرفيس”، فصارت لا تقلّ عن 20 ألف ليرة داخل بيروت. وارتفعت كلفة النقل كثيراً من قرى المناطق وبلداتها الى العاصمة. لذا بدأ المواطن اللبناني يبحث عن حلول بديلة، تقيه شرّ رفع الدعم عن المحروقات.

فبعد “سيرفيس الموتو” و” التوك توك” و”الدراجة الهوائية”، وغيرها من الوسائل التي تخفف عن المواطن بعض مصاريف بدل النقل اليومية، انطلقت مبادرة جديدة في بيروت عنوانها “وصِّلني معك” (Lebanon carpooling). وهي بدأت من طريق انشاء مجموعة على “فيسبوك”، وراحت تلقى رواجًا بين الناس.

أطلقت المبادرة السيدة مريم شحود، وتقول في حديثها إلى “المدن”: “لطالما كانت الفكرة تخطر ببالي، بسبب زحمة المرور الخانقة التي كنا نعاني منها. ومع بدء أزمة البنزين وطوابير الذلّ، ولأن الدولة عاجزة عن تقديم أي حلول للمواطن، قررت البدء بتنفيذ الفكرة. وذلك للتقليل من معاناة المواطن اليوميّة التي يعيشها، بعدما أصبح معظم الناس غير قادرين على الوصول إلى أماكن عملهم، بعد رفع الدعم عن البنزين. إذ بات المواطن يدفع أكثر من نصف راتبه ثمناً لبنزين سيارته أو كلفة انتقاله في سيارة التاكسي”.

وشرحت شحود سبب اختيارها التسمية “carpooling”، بأن الكلمة تعني تشارك أشخاص سيارةً واحدةً، وهم يقصدون المكان نفسه وفي الوقت نفسه. على أن يتقاسموا التكلفة الناتجة عن استهلاك البنزين. لكنّ المفارقة في حالتنا أنّ 90 في المئة من التشارك حالياً مجانيّ. فهناك الكثير من المتطوعين الذين ينقلون ركاب في سياراتهم بلا مقابل.

وتتابع: “لذلك وضعتُ شروطاً توفر الأمان والراحة للمستخدمين. إذ يتم الاتفاق على مشاركة النقل حصراً بين الأشخاص الأعضاء في المجموعة. ويكون ذلك علناً. إمّا عبر فيسبوك أو واتساب. ويجب إرسال صورة عن الهويّة وصورة عن رخصة القيادة عند الاتّفاق. كما تُرسَل هذه الأوراق على رقمنا الخاصّ.. وكل ذلك لمتابعة سير الطلبات، إذا تمّت بنجاح أو واجهتها مشاكل”.

 

مصدرالمدن - زاهية ناصر
المادة السابقةشعب بلا مآكله: مطاعم الفلافل والشاورما والفول.. تقفل إفلاساً
المقالة القادمةخيبة جديدة: المفاوضات الرسميّة مع صندوق النقد لن تبدأ قريباً!