وكالة الطاقة الدولية تحذر من آفاق نفطية قاتمة

حذرت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء من آفاق قاتمة تنتظر أسواق النفط خلال الأشهر المقبلة في ظل التقلبات المستمرة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي.

وقالت في تقريرها الشهري إن “سوق النفط العالمية تسير على حبل مشدود بين نقص الإمدادات وركود محتمل مع تأثر الطلب بالفعل بارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية”.

وتنعكس التوقعات الضبابية في تعاملات مضطربة شهدت انخفاض خام برنت بنسبة 7 في المئة إلى ما دون 100 دولار للبرميل الثلاثاء الماضي وسط قلق المتعاملين في العقود الآجلة من انكماش، لكن ارتفاع الأسعار بالسوق الفورية ما زال يشير إلى طلب قوي حتى الآن.

وذكرت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا لها، “نادرا ما كانت توقعات أسواق النفط أكثر غموضا مما هي عليه الآن. فتراجع توقعات الاقتصاد الكلي والمخاوف من الركود تؤثر على اتجاه السوق في حين توجد مخاطر على جانب العرض”.

وأضافت “حتى الآن، كان النمو الأضعف من المتوقع للطلب على النفط في الدول المتقدمة والإمدادات الروسية المرنة” تخفف من أثر نقص المعروض في السوق.

ومع ذلك تراجعت توقعات الطلب في 2022 بمقدار 200 ألف برميل يوميا فقط والسوق في طريقه لتسجيل نمو سنوي قدره 1.7 مليون برميل يوميا و2.1 مليون برميل يوميا في 2023 عندما سيبلغ 101.3 مليون برميل يوميا مدعوما بالنمو في الدول النامية.

وجاءت التقديرات أقل بكثير من تقديرات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي أشارت الثلاثاء إلى نمو سنوي قدره 3.4 مليون برميل يوميا. ويأتي ذلك متماشيا بدرجة أكبر مع تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي أشارت إلى نمو 2.2 مليون برميل يوميا.

وتوقعت أوبك في تقرير شهري ارتفاع الطلب العالمي على النفط في عام 2023 وأن يستمر الضغط على الإمدادات بالسوق. وقدرت أن هناك حاجة إلى ضخ 900 ألف برميل إضافية يوميا من النفط من أعضائها في العام المقبل لتحقيق التوازن في السوق.

وحذرت الوكالة من أن السعودية والإمارات، العضوان في أوبك، ستكون لديهما قدرة محدودة على ضخ المزيد من النفط إذ من المتوقع أن تنخفض طاقتهما الإنتاجية الفائضة المجمعة إلى 2.2 مليون برميل يوميا فقط في أغسطس.

ورغم وصول صادرات النفط الروسية إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس الماضي، فإن الوكالة ترى أن عائدات الصادرات الروسية ارتفعت بمقدار 700 مليون دولار على أساس شهري مع ارتفاع أسعار النفط. وأكدت أن المشاورات جارية لتحديد آلية قوية للسوق لضمان تنفيذ فعال وتقييد سعر النفط الروسي.

وارتفعت أسعار النفط الأربعاء بعد يوم من انخفاضها إلى ما دون 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل الماضي، لكن المكاسب كانت محدودة وسط ترقب قبيل بيانات التضخم الأميركية التي قد تضعف السوق.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتا، أو 0.5 في المئة، إلى 99.97 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 44 سنتا، أو 0.5 بالمئة، إلى 95.27 دولار.

ويخشى المستثمرون أن تؤدي الزيادات الحادة في أسعار الفائدة بهدف كبح التضخم إلى تباطؤ شديد للنشاط الاقتصادي وإلحاق الضرر بالطلب على النفط. وانخفضت الأسعار بأكثر من 7 في المئة الثلاثاء في تعاملات متقلبة. وهناك قلق آخر يتمثل في صعود الدولار جراء ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، مما يؤدي أيضا إلى تقويض أسعار النفط.

وقال وارن باترسون رئيس استراتيجية السلع الأولية في “آي.أن.جي”، “تستمر مخاوف الركود في الإضرار بالسوق، في حين أن قوة الدولار الأميركي والارتفاع في حالات الإصابة بكوفيد – 19 في أجزاء من الصين لا يساعدان بالتأكيد”.

ويُسعَّر النفط بشكل عام بالدولار، لذا فإن ارتفاع العملة الأميركية يجعله أكثر تكلفة بالنسبة إلى حاملي العملات الأخرى، مما يؤدي إلى ضغط نزولي على الطلب.

وارتفعت مخزونات الخام الأميركية بنحو 4.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من يوليو الجاري. وزادت مخزونات البنزين ثلاثة ملايين برميل، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بنحو 3.3 مليون برميل، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي.

في غضون ذلك، تتابع الأسواق عن كثب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، إذ من المتوقع أن يطلب من السعودية والمنتجين الخليجيين الآخرين زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالوقود الروسي المنبوذ أوروبيا يتدفق إلى أسواق الشرق الأوسط
المقالة القادمةشحنات قمح تخفف مؤقتا مشكلة الغذاء في لبنان