وزير التربية، عباس الحلبي، يستقبل سفراء الدول المانحة وممثلي المؤسسات الدولية والأممية، ويبحث معهم في شؤون التربية، ويكرر في كل مرة الخطاب الإعلامي نفسه، فيشكر اهتمام الدول ومساندتها الدائمة للتربية، ودعمها المركز التربوي لإنجاز المناهج أو المساندة من خلال المنح الدولية أو الأوروبية.
الوقائع تشير إلى أن الجهات المانحة، وكما كانت تفعل سابقاً، تساعد من خلال مؤسساتها أو بمشاريع محددة على شكل مساعدات عينية. فمشروع «كتابي»، مثلاً، قدّم قرطاسية للتلامذة ويدعم المركز التربوي بمواد تعليمية وخدمات استشارية، و«اليونيسف» أعربت عن استعدادها لطباعة الكتاب الرسمي، والبنك الدولي خصص مبالغ لدعم تعديل المناهج وتقديم الخبرات، والسفارة البريطانية قدمت في السابق الكتاب المدرسي وما زالت تدعم القطاع عينياً، والسفارة الفرنسية دعمت المدارس الفرنكوفونية العام الماضي وتقدم الدعم والخبرات التربوية بشكل شبه دائم.
لا نعرف، بالضبط، من أين حصلت وزارة التربية على 70 مليون دولار لدعم العائلة التربوية، من معلمين وصناديق مدارس وأهال. ستتكفل اليونيسف بتغطية تكلفة طباعة الكتاب المدرسي الرسمي، لكن المركز التربوي لم ينجز دفتر الشروط بعد، ولم يدعُ الشركات المشاركة لفض العروض، بالتالي فإن الطباعة والتوزيع ستحتاج إلى أكثر من 3 أشهر، أي سيتم تسليم الكتب للتلامذة بعد شباط 2022.
ألا تقضي الشفافية إعلان مصدر الـ 70 مليون دولار والجهات المانحة التي يجب المصادقة عليها كهبات أو مساعدات في مجلس الوزراء؟ أم أن هذه الأموال ليست موجودة ولن يكون لوزارتي التربية والمال الحق في التصرّف بها كون الحكومة لم تصادق عليها؟
الحقيقة الثابتة، حتى اليوم، أن هذه الأموال ليست موجودة «فريش»، ولم تقدمها الجهات المانحة أو حتى بعضها. والخشية أن تكون مجرّد وعود زهرية للوزير الحلبي لتسيير العام الدراسي المتعثّر، كما فعل الوزير السابق طارق المجذوب، الذي وعد استناداً إلى وعد لم يستطع إلى تحقيقه سبيلاً، وأن يكون الأمر إغراءات للمعلمين والمدارس لإطلاق عام دراسي، على أبواب الشتاء، بلا مازوت للتدفئة ولا مولدات، ولا قدرة على التنقل.